المجلة الموريتانية للدراسات الفلسفية تصدر عددها الأول دون مشاركة باحثين موريتانيين
أصدرت مؤسسة بيت الحكمة للدراسات والأبحاث العدد الأول من المجلة الموريتانية للدراسات الفلسفية. يتعلق ملف هذا العدد بالأفق التأويلي في الفكر المعاصر، وهو المحور الرئيسي الذي يضمّ مقالات سبرت أغوار المسألة التأويلية في الفلسفة الغربية المعاصرة من خلال أعمال فلاسفة من أهمهم: نيتشه، شلايرماخر، ديلتاي، هايديغر، رورتي، ريكور.
هذه المجلّة العلميّة، التي تصدر كل نصف سنة، تضمنت هذه المرة أبحاثا ودراسات عن الحداثة والفكر السياسي، وقد ضم هذا المحور مقالين بحثيين الأول عن الحداثة المغايرة عند أنتونيو نيغري والثاني عن الدراسات مابعد الكولونيالية، وقد درس المقال نموذج إدوارد سعيد مؤسس هذه الدراسات.
كما شمل العدد ثلاث ترجمات بالغة الأهمية توزّعت بين مقال حول الفكر الإسلامي المعاصر وتأثره بفلسفة إبن تيمية ومقال كان بداية سجال بين هابرماس وراولز ومقال ثالث مقارن بين نظرية الفضاء العام عند هابرماس والصراع من أجل الاعتراف عند هونيث؛ وقد حرصت إدارة المجلة على انتقاء أفضل المترجمين لهذه المقالات الثلاث.
تضمنت المجلة، أيضا، أبحاثا بلغات أخرى، حيث كتب في هذا المحور الفيلسوف وعالم السياسة الألماني مانويل كنول مقالا بحثيًّا بالإنجليزية ناقش فيه أخلاقيات المسؤولية السياسية عند ماكس فيبر وحدود العلم، كما كتبت في هذا المحور الباحثة الكندية ألكسندرا بريجينت مقالا بالفرنسية تناول الاختلاف الجنسي باعتباره إسما آخر للمرأة؛ وهذا المحور مساحة تتيحها المجلة للغات غير العربية لينال القارئ حظّا مما سيأتي في هذا المحور من مقالات بحثية نموذجية.
يشار أن هذا العدد شهد مشاركة باحثين من مختلف الجنسيات من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومن مناطق أخرى في العالم. لكن، ما تجده المؤسسة التي تصدر المجلة غريبًا، أنه لم يشهد مشاركة باحث موريتاني واحد، و”الأمر عائد ببساطة إلى أنه لم تأت مقالات من موريتانيين، وفقا لاستكتاب العدد الأول الذي نشر على نطاق واسع؛ كما أن المجلة تواصلت مع باحثين من موريتانيا بشكل مباشر فلم يستجيبوا ولم يشاركوا لأسباب تخصّهم، وهو وضع تأسف إدارة المجلة عليه وترجو أن لا يتكرر في الأعداد القادمة”، وفق بلاغ المؤسسة.
تنبّه المؤسسة القراء أنّ العدد سيكون متاحا للعموم في الأيام المقبلة، وذلك عن طريق التّحميل الإلكتروني؛ مع العلم أن المجلة طبعت ورقيا، لكن “نشرها وتوزيعها تأخر وقد يتأخر أكثر نتيجة كون الدار الألمانية التي كانت تتولى نشره ورقيا أرادت استغلال الاتفاقية لصالح أمور غير موضوعية ولا منطقية، مما أدى لفض الشراكة معها بشكل فوري ونهائي”، حسب المؤسسة التي تصدر المجلة.
لهذا، قررت إدارة المجلة أن يكون العدد متاحا إلكترونيا لكافة القراء “عسى أن يوزع العدد الثاني ورقيا، والذي سيصدر يوم 1 يناير من السنة المقبلة وسيوضع رابط تحميل العدد الأول بعد أيام على صفحة المجلة على الفيسبوك وعلى صفحة المشرف العام على المجلة”.