سناء العاجي: القيم الكونية أولا… أن نكون بشرا في وطن
لكل هذا، ولأسباب متعددة أخرى، أؤمن بالقيم الكونية لحقوق الإنسان وسأستمر في الدفاع عنها.
قناعات الأفراد، إيمانهم، تدينهم أو عدم تدينهم هي اختيارات شخصية تفرض علينا القيم الكونية لحقوق الإنسان احترامها.
لكن هذه القناعات لا يمكن أن تفرض علينا ممارسات وقوانين وتشريعات غير عادلة أو غير إنسانية!
سأستمر في الدفاع عن الحريات الفردية وعن قيم المساواة والمواطنة، حتى لو كانت هناك آيات قطعية تحرمها. وسأستمر في رفض الممارسات اللاإنسانية، حتى لو كانت حلالا بلغة الدين!
ببساطة لأني أؤمن أن العبودية مثلا، وهي حلال في الإسلام، تتعارض كليا مع القيم التي أؤمن بها، وتتعارض مع مغرب المواطنة الذي نحلم به. ولأني أؤمن أن العبودية، التي مارسها المسلمون لقرون، هي في البداية وفي النهاية… ممارسة لا أخلاقية ولا إنسانية! وكونها حلالا، لا يرفع عنها طابع اللاإنسانية!
ولأني أؤمن أيضا أن ممارسةً كـ “ملك اليمين“، والتي توجد أزيد من عشر آيات تنظمها، هي، بدورها، ممارسة لا إنسانية حتى ولو كانت حلالا بلغة الدين.
ولأني أؤمن أن قطع يد السارق هي ممارسة همجية وغير إنسانية، كما أنها لا تساهم في تحسين السلوكيات ولا في تطوير المجتمع. السارق يفترض أن يعاقب بشكل يضمن حقوق المجتمع والضحايا، لكن دون أن يمس بحرمة جسد السارق ولا حياته المستقبلية.
ولأني أؤمن بأن الإعدام هو عقوبة لا إنسانية لم يثبت تاريخيا أنها خلّصت العالم من الإجرام… رغم أنها تشريع ديني يرفض الفقهاء إلغاءه!
ولأني، وإن كنت أختلف مع السياسة الاستعمارية لإسرائيل ومع الإيديولوجية الصهيونية، إلا أني أرفض فكرة قتال اليهود فقط بسبب كونهم يهودا، كما تدعو لذلك بعض الآيات القرآنية… ببساطة لأني أؤمن بحرية المعتقد وبأحقية أي شخص في أن نحترم معتقده وأن نعيش ونتعايش باختلاف معتقداتنا… أو “لا معتقداتنا”!
ولأني أؤمن بحرية المعتقد، فأنا أرفض جملة وتفصيلا حد الردة. كيف نقتل شخصا لأنه عبر عن قناعة شخصية تخصه ولا تسبب أي أذى للمجتمع؟ كيف نعتبر هذا السلوك حلالا ومشروعا دينيا؟ اللهم إن كنا نعاني من رهاب الاختلاف!
سأستمر في الدفاع عن الحريات الفردية وعن المساواة لأني أعتبر أنه ليس من العدل، في الواقع الاجتماعي والاقتصادي والحقوقي الذي نعيشه، أن يكون هناك فرق بين النساء والرجال في تقسيم الإرث. حتى حين يخرج علينا البعض بكذبة حلال مفادها أن هناك حالات ترث فيها النساء أكثر من الرجال، دون أن يحددوا صلة القرابة مع المتوفي، حيث يقارنون بين إرث الزوجة وإرث ابن العمة مثلا!
سأستمر في الدفاع عن حقوق النساء والطفلات لأني أعتبر أن تزويج القاصرات جريمة، رغم أنه حلال؛ ولأن تزويجهن وحملهن وهن صغار يسبب لهن أضرارا صحية تؤثر على حياتهن ونفسيتهن وأجسادهن! ولأن الأطفال ببساطة، ليسوا مادة للجنس… ولأن الذي يمارس الجنس على طفل، والذي يحلل ممارسة الجنس على طفل باسم الحلال… هو فقط، بيدوفيل مكانه السجن.
سأستمر في الدفاع عن الحريات الفردية لأني أعتبر أن الحياة الجنسية للأشخاص الراشدين، سواء كانوا مثليين أو غيريين، هي ضمن حياتهم الخاصة وليس للدولة ولا للدين أن يتدخلا فيها، إلا إذا تعلق الأمر باعتداء على الآخر (اغتصاب، اعتداء على قاصرين، عنف جنسي، إلخ).
سأستمر في الدفاع عن المساواة وحقوق النساء لأني أعتبر قمة الظلم أن تُحرم الأم من حق الوصاية على أبنائها، بما يعنيه ذلك من تبعات على حياتها وحياتهم. ولأني أعتبر قمة الظلم أن تحتاج المرأة لوصي لكي تسافر أو تتزوج. إن كنا قد تجاوزنا هذا في بلدنا المغرب، فهو في النهاية أمر حلال وشرعي بلغة الدين… وقد يأتي غدا من يطالب به بذريعة عدم تحريم الحلال!
ولأني أؤمن بأن تعدد الزوجات، وهو حلال، يعد ممارسة لا إنسانية ولا عادلة وغير مقبولة بقيم اليوم، ولأني أعتبر الاغتصاب الزوجي جريمة حتى لو كانت هناك آيات وأحاديث تفرض على الزوجة الممارسة الجنسية مع زوجها، حتى حين تكون غير راغبة فيها.
لكل هذا، ولأسباب متعددة أخرى، أؤمن بالقيم الكونية لحقوق الإنسان وسأستمر في الدفاع عنها. قناعات الأفراد، إيمانهم، تدينهم أو عدم تدينهم هي اختيارات شخصية تفرض علينا القيم الكونية لحقوق الإنسان احترامها. لكن هذه القناعات لا يمكن أن تفرض علينا ممارسات وقوانين وتشريعات غير عادلة أو غير إنسانية!
الإيمان حق للجميع، لكنه لا يمكن أن يكون واجبا… تماما كما أن الوطن حق للجميع، وليس غنيمة حرب كسبها الفقهاء.
سلام…
مع حبي الشديد وتلهفي الطفولي لقراءة ما تجود به الأنامل الخيرة والعقول المتنورة على صفحات “مرايان”، إلا أن القيم الكونية التي تدافع عنها سناء العادي لا تستتقيم في جميع الحضارات.
ودعيك من التهدم على الإسلام…
أمريكا تمارس الإعدام…وروسيا تمارس حد الحرابة بنفي المجرمين في أقاصي سيبيريا…والدعارة واللواط مستشريان (الدعارة امتهان لكرامة المرأة وتعدد الزوجات مخرج جميل للعنوسة (ولأني أؤمن بأن تعدد الزوجات، وهو حلال، يعد ممارسة لا إنسانية ولا عادلة وغير مقبولة بقيم اليوم، ولأني أعتبر الاغتصاب الزوجي جريمة حتى لو كانت هناك آيات وأحاديث تفرض على الزوجة الممارسة الجنسية مع زوجها، حتى حين تكون غير راغبة فيها.)…
لا أمل من قراءة ما تطرحينه من أفكار مع جرأة في التحليل
ليست هناك قيم كونية او مطلقة الا ما ارسل وحيا من عند رب العزة جل و على ، اما ما تتكلمين عنه لا يعدو عن الفلسفة الغربية في الحياة ، ليست موحدة على مستوى الكوكب ،
للأسف مازال اشباه المثقفين و اصحاب الجهل المركب يعلو صوتهم بالجهل لا غير.
لالتذكير فقط :
ما كان لمؤمن و لا مؤمنة اذا قضى الله و رسوله امرا ان تكون لهم الخيرة من أمرهم . صدق الله العظيم.
و قال تعالى : من يؤمن ببعض الكتاب و يكفر ببعض أولائك هم الكافرون حقا.
ان كنت غير مسلمة فقوليها صراحة ام ان تعارضي احكاما الله و تقدمين الفلسفة الغربية امام كلا الله فهو ضلال ما بعده ضلال
الفاضلة سناء
سوف يتحول الانسان الى حيوان منحط السلوك والاخلاق باسم الحرية , ولعل المثلية الجنسية خير مثال ,