اللّقاحات، المَوعد، الكُلفة، الفئات المُستهدفة… كلّ ما ينبغي أن تعرفه عن عملية التلقيح ضد كوفيد-19 في المغرب
يعتزم المغرب في غضون الأسابيع المقبلة إطلاق عملية مُكثفة للتلقيح ضد وباء “كوفيد-19″، وفقا لما أعلنه، الإثنين 9 نونبر 2020، بلاغٌ للديوان الملكي.
بلاغُ الديوان أورد أن الملك محمد السادس أعطى توجيهاته لإطلاق عملية مكثفة للتلقيح ضد فيروس كورونا المستجد، مُشيرا إلى أن المملكة تحتل مرتبة متقدمة في التزود باللقاح.
بيد أنّه لم يُحدّد موعد بدء العملية، ولم يُشر إلى اسم اللقاح الذي سيستخدم لإنقاذ البلاد من تدهور الوضعية الوبائية التي صارت أفدح أكثر من أي وقت مضى.
فيما يلي، اعتمادا على تقرير لموقع Media24، نستأنس ببعض التصوّرات الأولية المفترضة حول هذه العملية.
في غشت 2020، وقّع المغربُ اتّفاقا مع مجموعة “سينوفارم” الصنيية حول المرحلة الثالثة لتجارب سريرية على لقاح مضاد للفيروس.
وبناءً على هذه الاتفاقية، أُجريّ جزءٌ من هذه التجارب في المملكة بمشاركة 600 متطوع، وقد تبيّن أن فعالية اللقاح جيدة جدا مع القليل فقط من الآثار الجانبية.
إضافة إلى 100 ألف شخص في الصين، اختبر هذا اللقاح على 50 ألف شخص من المغرب، الإمارات، البحرين، البيرو، والأرجنتين.
بعض التقارير الإعلامية الصينية أشارت إلى أن مليون صيني تلقوا جرعة من اللقاح فعلا. تلقّوا اللقاح كإجراء استشفائي لا لمجرّد الاختبار.
“سينوفارم” أعلنت سابقا أنها ستنتج 100 مليون جرعة بنهاية عام 2020، ومليار جرعة بنهاية 2021. أمّا الاتفاقية مع المغرب، فتنص على استيراد 10 ملايين جرعة قبل نهاية العام، وربما أكثر في العام القادم.
المغرب لن يعتمد على الصين وحدها في هذه العملية. لقد أبرم اتفاقا مع شركة “أسترا زنيكا” لتوريد 17 مليون جرعة من اللقاح الخاص بها، مع 3 ملايين جرعة أخرى كخيار إضافي.
كما أنه يتواصل مع شركات أخرى مثل “كازينو بيو” و”فايزر” و”جونسون آند جونسون” بشأن اللقاحات التي تعمل على إنتاجها.
كل هذه اللقاحات، ما عدا لقاح جونسون آند جونسون، يأخذها الشخص في جرعتين تفصل بينهما 21 يوما.
معنى ذلك أن تعقيدات أخرى تحفّ العملية. من بينها التأكد من تلقي كل شخص لجرعته الثانية، وأن 10 ملايين جرعة لن تشمل سوى 5 ملايين شخص.
هذه اللقاحات تتطلب أيضا تخزينا في درجات دنيا تصل إلى الـ80 تحت الصفر. ذاك ما يجعل من مسألة حفظها معقدة جدا على المستوى اللوجستيكي.
لكن، ولحسن الحظ، فإن تخزين وحفظ اللقاح الرئيسي، أي الصيني، يتطلب درجة حرارة تتراوح بين 2 و8 درجات فقط.
بحسب منظمة الصحة العالمية، فإن الأولوية في عملية التلقيح ستكون للعاملين في قطاع الصحة، الأمن، الخدمات العمومية، وكذا الفئات الضعيفة (عمر مرتفع، أو أمراض مزمنة).
المنظمة أوصت بتلقيح من هم دون 18 سنة عام 2022، وهذا ما يخطط له المغرب أيضا.
يُمكن للمغرب أن يكتفي بتلقيح 65 بالمائة من الأشخاص فوق 18 عاما. لكنه حدد هدفا طموحا يصل إلى 80 بالمائة. أي 19 مليون شخص، وهو ما يفرض الحاجة إلى 40/36 مليون جرعة.
العملية يُفترض أن تستمر لـ4 أشهر كحد أقصى؛ أي أن تنتهي في أبريل 2021 إذا بدأت في دجنبر 2020.
التلقيح لن يكون إجباريا. لكن سيكون من الصعب عدم أخذ اللقاح لو أراد أحدنا أن يسافر إلى الخارج. من المحتمل أن يكون التلقيح شرطا لدخول جميع البلدان.
يعد المغرب لعملية التلقيح منذ أسابيع، وستشمل منطقة تلو الأخرى. ولا تفاصيل عن ذلك.
بيد أن أول المعنيين هم العاملون في الصحة، وزارة الداخلية، المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، الجيش الملكي، وقوات الدرك.
سيكون ذلك تحت إشراف لجنة فنية وعلمية، سيتاح أمامها المجال لعدّ السكان وتحديد من يندرجون في عداد الأَوْلى بالتلقيح… إلى ذلك من التفاصيل، التي تتطلب جهودا أخرى من بينها تجنب التجمعات أثناء العملية.
أستكون هذه العملية مُكلّفة؟ ما من تعريفة بعد. إلا أن وزارة الصحة تدرس تطبيق صيغة استرجاع مبلغ اللقاح بالنسبة لمن يتوفرون على تغطية صحية، بينما لا تتوفر معلومات عمن لا يملكون تغطية صحية. المسألة قيد الدراسة.
الأكيد أن اللقاحات ستكون فعالة، وآثارها الجانبية المحتملة خفيفة، ذلك أنه لن يتم التصريح لأي لقاح في العالم تقل جدواه عن 50 بالمائة. لقاح فايزر مثلا، تصل فاعليته إلى أكثر من 90 بالمائة، وفقا لما أعلنته الشركة.