مليكة الفاسي وثريا السقاط: هؤلاء نساء بصمن تاريخ الكتابة الأدبية في المغرب 3/2
في هذا الملف، نكتشف بعضا من نساء كثيرات، بصمن بدايات الكتابة الأدبية في المغرب!
نخصص الحزء الأول للمبدعتين مليكة الفاسي وثريا السقاط
بعدما تطرقنا في الجزء الأول إلى الإسهامات الأدبية لخناثة بنونة و آمنة اللوه، في الجزء الثاني، نتناول السيرة الأدبية لكل من مليكة الفاسي وثريا السقاط.
مليكة الفاسي
ولدت مليكة الفاسي في 19 من يناير سنة 1919، بمدينة فاس، في عائلة فاسية تسودها الثقافة ومنخرطة في الدفاع عن قضايا الوطن المستعمَر.
حرص أبوها المهدي الفاسي، على تعليم ابنته إسوة بأبنائه الذكور، وعيا منه بضرورة المساواة بين الذكر والأنثى، فدرست بكتاب خاص بالفتيات بين سنتي 1928 و1930، ثم سرعان ما خصص لها أساتذة يدرسونها بالمنزل.
“باحثة الحاضرة”، “الفتاة”، كانا اسمين توقع بهما مليكة الفاسي مقالاتها المنشورة بمجلة “المغرب”، وجريدة “العلم” ابتداءً من سنة 1934. وقد تناولت مقالاتها أوضاع المرأة المغربية، ورامت عبرها نشر الوعي حول القضايا التي تعتبرها عائقا أمام تحرير المرأة، كانتشار الجهل والخرافة.
اقرأ أيضا: مليكة الفاسي… المرأة الوحيدة الموقعة على عريضة المطالبة بالاستقلال 2/1
في غضون ذلك، ستسجل مليكة الفاسي نفسها من أوائل الأديبات أيضا، فقد كتبت مسرحيات وقصص قصيرة عدة، أبرزها قصة “الضحية” المنشورة سنة 1941 بمجلة “الثقافة المغربية”، والتي تعالج موضوع الزواج التقليدي. وأيضا نص “دار الفقيه”، المنشور سنة 1938، والذي اعتبر بمثابة سيرة ذاتية.
تقول الناقدة المغربية زهور كرام في كتابها “طبقات ربّات الخدور: مقاربة في القول النسائي العربي والمغربي” إن “باحثة الحاضرة” إذ كتبت “دار الفقيه” بضمير المتكلم المفرد، فكأنما أنها تؤسس لتحرير ضميرها خارج وصايا ضمير الغائب الذي كان سائداً في تلك الفترة. وعندما كتبت قصة “الضحية”، فقد كانت تهيئ، وأخريات، المجتمع المغربي إلى تقبل التحولات الاجتماعية”.
ثريا السقاط
ولدت ثريا السقاط بمدينة فاس يوم 10 أكتوبر 1935، في جو وطني محتقن عقب إصدار المستعمر للظهير البربري. وكان لأسرتها دور كبير في شق طريقها الإبداعي، فأخوها مثلا، عبد الرحيم السقاط، كان من كبار ملحني البلاد آنذاك.
تزوجت السقاط بعد قصة حب قصيرة بالشاعر والمقاوم محمد الوديع الآسفي، وأنجبا أبناء عدة أشهرهم الشاعر صلاح الوديع والناشطة الاجتماعية آسية الوديع.
وقد كتبت ثريا الشاعرة عددا من القصائد انتقت قبل رحيلها عددا منها ونشرتها في ديوان يحمل اسم “أغنيات خارج الزمن”. أما ثريا القاصة، فكتبت قصصا كثيرة موجهة للأطفال من بينها “اللبؤة البيضاء”، “فاطمة الموجوعة”، “حوار مع الأمواج”، وغيرها كثير.
بجانب ذلك، كانت للسقاط مساهمة تندرج ضمن أدب السجون، إثر تجارب السجن التي خاضها زوجها وعدد من أبنائها وما عايشته من معاناة معهم، عنونتها بـ”مناديل وقضبان”، وتعد أولى المؤلفات التي تؤرخ للاعتقال السياسي في المغرب.
أصبحت ثريا السقاط عضوا في اتحاد كتاب المغرب سنة 1990، ثم وافت أجلها بعد سنتين. تخليدا لتجربتها الأدبية، أطلق اسمها على مركب ثقافي بالدار البيضاء.
اقرأ أيضا: “#ألف_حكاية_وحكاية: يوتوبيا في القرن الواحد والعشرين”
في الجزء الثالث، سنتطرق إلى إسهامات ليلى أبو زيد وزينب فهمي في الأدب المغربي.
لقراءة الجزء الأول: “خناثة بنونة وآمنة اللوه: هؤلاء 6 نساء بصمن تاريخ الكتابة الأدبية في المغرب 1\3”
لقراءة الجزء الثالث: “ليلى أبو زيد وزينب فهمي: هؤلاء 6 نساء بصمن تاريخ الكتابة الأدبية في المغرب 3/3”
tbarklah 3likom mnrndia1.0000000000000 lyk