كورونا يواصل الزحف في أمريكا اللاتينية… وأوروبا تخفف إجراءات السفر وتشرع في فتح الحدود
يواصل فيروس كورونا المستجد انتشاره في أميركا اللاتينية، بخاصة في البرازيل، خلافا لأوروبا حيث بدأت الحدود تفتح مجددا في أوج جدل حول عقار هيدروكسي كلوروكين.
وسجلت البرازيل 1349 وفاة بفيروس كورونا، الأربعاء 3 يونيو 2020، في رقم قياسي جديد في هذا البلد الأكثر تضررا في أمريكا اللاتينية.
وتم فرض حظر تجول أيضا اعتبارا من الأربعاء في عشرين منطقة في ولاية باهيا في شمال شرق البرازيل في محاولة لاحتواء الانتشار السريع للوباء.
وحذر حاكم ولاية باهيا، روي كوستا، من أنه “إذا لم نتحرك فقد نشهد ارتفاعا كبيرا للطلب على الأسرة في العناية المركزية لا يمكننا تلبيته”.
والبرازيل التي باتت البؤرة الجديدة لوباء كوفيد-19 تسجل حاليا 32 ألفا و548 وفاة، ولا شيء يوحي بإمكان وقف انتشار الفيروس في البلاد، وفقا لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
وهذه الأرقام التي تعتبرها المجموعة العلمية أقل من الواقع، تجعل البرازيل الدولة الرابعة عالميا من حيث عدد الوفيات بعد الولايات المتحدة وبريطانيا وإيطاليا.
والبرازيل التي يدعو رئيسها، جاير بولسونارو، بانتظام إلى رفع القيود للحفاظ على الاقتصاد والوظائف، تشكل أكثر من نصف حالات الإصابة والوفيات بكوفيد-19 في أميركا اللاتينية.
من جهتها، تجاوزت المكسيك، الأربعاء 3 يونيو، عتبة الألف وفاة في 24 ساعة، للمرة الأولى منذ بدء انتشار الوباء لتصل الحصيلة الإجمالية الى أكثر من 11 ألف وفاة.
وفي تشيلي، الدولة الأخرى المتضررة كثيرا من الوباء، قررت السلطات تمديد اجراءات العزل في سانتياغو لأسبوع رابع. في المقابل ستعمد الإكوادور الى تخفيف القيود المفروضة في كيتو في محاولة لوقف انتشار الفيروس.
وخفضت مدة حظر التجول، الأربعاء 3 يونيو، إلى ثماني ساعات يوميا فيما تمكنت المطاعم والمراكز التجارية من إعادة فتح أبوابها.
“أهلا بكم في إيطاليا”
في أوروبا، تعود الحياة تدريجيا الى طبيعتها. وتقوم النمسا، الخميس 4 يونيو، بفتح حدودها باستثناء الجانب الإيطالي منها. وتعتزم ألمانيا وبلجيكا القيام بذلك في 15 يونيو. من جهتها، أعلنت هولندا تخفيف تحذير السفر إلى عدة دول أوروبية اعتبارا من 15 يونيو أيضا.
وتقدمت إيطاليا حيث يعتبر القطاع السياحي حيويا، على كل دول العالم بإعادة فتح حدودها أمام السياح اعتبارا من الأربعاء 3 يونيو. والرسالة واضحة: “أهلا بكم في إيطاليا”، حيث قال رئيس الحكومة جوسيبي كونتي “هناك حماسة في الأجواء”.
وقررت أربع دول أوروبية هي فرنسا وألمانيا وإيطاليا وهولندا أيضا القيام بجهود مشتركة للتوصل الى لقاح في وقت يشتد فيه الجدل مجددا حول فاعلية عقار هيدروكسي كلوروكين في علاج كوفيد-19.
جدل لا ينتهي
أكد باحثون في الولايات المتحدة إثر تجربة سريرية أن تناول هذا الدواء بعد فترة قصيرة من التعرض للمرض لا يتيح منع الإصابة به.
وهذا ما أطلق الجدل الذي بدأ منذ انتشار الفيروس حول هذا العقار المضاد للملاريا أساسا.
وبعدما نأت مجلة “ذي لانسيت” الطبية العريقة بنفسها عن دراسة نشرتها عن الهيدروكسي كلوروكين ومرض كوفيد-19 وتعرضت لانتقادات كثيرة، أقرت في تنبيه رسمي بأن “أسئلة علمية كثيرة” تحيط بها.
إثر ذلك أعلنت منظمة الصحة العالمية الأربعاء 3 يونيو استئناف التجارب السريرية حول هذا العقار.
وقد حرصت “ذي لانسيت” على “تحذير القراء من أنه تم لفت انتباهها إلى تساؤلات علمية جدية” بشأن هذه الدراسة.
وخلصت هذه الدراسة إلى أن الهيدروكسي كلوروكين غير مفيد لمرضى كوفيد-19 الذين أدخلوا المستشفيات لا بل قد يكون مضرا.
وكان لهذه الدراسة صدى عالميا وعواقب لافتة، حتى إنها دفعت في وقت سابق منظمة الصحة العالمية إلى تعليق التجارب السريرية على الهيدروكسي كلوروكين في مكافحة كوفيد-19.