كأي عابر جنسي في مجتمع شرقي، ما الذي ينتظر يحيى الزنداني في اليمن؟
“أنا ترانس مان، Trans man. أنا رجل، ولست متحولًا. لست مريضًا نفسيًا. لست مجنونًا وليس لدي أي نوع من أنواع التخلف العقلي، كما لست مسترجلًا ولا مثليًا ولا جنسًا ثالثًا، ولا حتى متشبها. ميولي الجنسية مغايرة، وأحترم كل الميول الجنسية. أقدس وجود الاختلاف والتباين بين الجميع، ولست إلا بشرًا… وهذا لا يستنقص من ذاتي ولا يعني وجود أي عيب بي أو خلل”.
يحيى الزنداني شاب يمني في العشرينيات من عمره واجه العديد من المعاناة لكونه عابرا جنسيًا (Trans man).
“تلقيت مختلف أنواع التعذيب النفسي والجسدي من والديّ قبل المجتمع الذي أجبرني على إخفاء الحقيقة لمدة 23 عامًا”، يقول يحيى لـ”مرايانا” مضيفا: “أجبرتُ بداية على الظهور كأنثى بكل التفاصيل منذ الصغر (يحيى ولد أنثى وكان يحمل اسم “هبة الله”)؛ خوفًا من إلحاق العار بأهلي وفق عاداتهم وتقاليدهم. اتهموني بالجنون وقاموا بزجي في السجن والمصحات النفسية. أُجبرتُ أيضًا على تناول هرمونات أنثوية ومختلف أنواع الأدوية النفسية”.
لم يكتفِ أهله بذلك، بل “استصدروا عدة تقارير نفسية كاذبة وأحكام وصاية فقط لإثبات أنني فاقد الأهلية. حرمتُ من العيش بطبيعتي؛ لأن أهلي فضلوا مكانتهم في المجتمع وصورتهم أمام الناس”.
يقول يحيى إنه تعرض للاضطهاد تحت مسمى العادات والتقاليد،”وكنت لا ألبث أجد حلًا، حتى يزيد الحصار حولي”.
لأجل ذلك، وبعد أن حاول كثيرًا وباءت معظم محاولاته بالفشل، قرر التحدث إلى العالم ونشر قصته على حسابه في تويتر.
“أجبرتُ بداية على الظهور كأنثى بكل التفاصيل منذ الصغر؛ خوفًا من إلحاق العار بأهلي وفق عاداتهم وتقاليدهم. اتهموني بالجنون وقاموا بزجي في السجن والمصحات النفسية. أُجبرتُ أيضًا على تناول هرمونات أنثوية ومختلف أنواع الأدوية النفسية”
يواصل يحيى سرده لتداعيات القصة التي انتشرت ووصلت إلى أشقاء أبيه خارج البلد: “جن جنونهم وأبلغوا والدي مباشرة.
كانت هذه بداية صراع عميق، وأصبحتُ مهددًا بالقتل. أغلقت باب غرفتي وبت أفكر بالخيارات التي تبقيني على قيد الحياة لأنهي ما بدأته”.
ومع أنه استطاع الهرب من بلدته إلى بلدة أخرى داخل اليمن، إلا أن يحيى بات يترقب وصول أي فرد من عائلته إلى موقعه في أي لحظة. إذا حدث ذلك بالفعل، فهذا سيعني نهايته. “ما زلت مرعوبًا، بينما لا أريد سوى أن أعيش بطبيعتي. أنا لست ذلك الشيء السيء الذي بلغ أقصى درجات القبح بشكل يسمح لهم بتعذيبي واضطهادي وقتلي”.
وُلد يحيى في الـ11 من مايو/أيار 1997 في روسيا. وقصة عبوره “كقصة أي عابر جنسي آخر. نحن نعلم بكوننا مختلفين منذ الطفولة لكننا نتأكد من اختلافنا بعد البلوغ الذي يظهر علينا بشكل مختلف ليس كما اعتقدنا أنه سيكون”.
حرمتُ من العيش بطبيعتي؛ لأن أهلي فضلوا مكانتهم في المجتمع وصورتهم أمام الناس”.
لم يعد في متسع يحيى المزيد من التحمل. “صبرت كثيرًا كي أستمر في العيش رغم المعاناة”، وهو يتساءل إلى متى سيبقى رهن “الاختفاء والتنقل المتكرر والاحتراز المرعب؟”
عبر “مرايانا”، يوجه يحيى رسالته إلى الناشطين والمهتمين بطلب “المساعدة على إعادة التوطين في بلد يدعم حريتي ويتقبلني كما أنا”. يضيف: “أستطيع أن أكون فردًا فاعلًا ونشطًا. كما أريد أن أتمكن من إكمال دراستي الجامعية”.
يعرّف يحيى نفسه:
“أنا ترانس مان، transman . أنا رجل، ولست متحولًا. لست مريضًا نفسيًا. لست مجنونًا وليس لدي أي نوع من أنواع التخلف العقلي، كما لست مسترجلًا ولا مثليًا ولا جنسًا ثالثًا، ولا حتى متشبها. ميولي الجنسية مغايرة، وأحترم كل الميول الجنسية. أقدس وجود الاختلاف والتباين بين الجميع، ولست إلا بشرًا… وهذا لا يستنقص من ذاتي ولا يعني وجود أي عيب بي أو خلل”.