مسؤول أممي: البحث عن علاقة الحيوان بظهور وباء كورونا متواصل
قال عالم بارز بمنظمة الصحة العالمية، الجمعة 8 ماي 2020، إن العمل الرئيسي لتتبع مصدر انتقال عدوى فيروس “كوفيد-19” من الحيوانات إلى البشر مستمر، وينبغي القيام به لمنع وقوع حالات طوارئ صحية مستقبلية.
منذ بداية ظهور مرض “كوفيد 19” في الصين، أواخر عام 2019، ومسؤولو الصحة يجاهدون لتحديد من أين وكيف تم نقل الفيروس لأول مرة من المضيف الحيواني إلى البشر.
ويُعتقد أن سوق الجملة بمدينة ووهان، المغلق حاليا، لعب دورا في تفشي المرض، كما ذكر الدكتور بيتر مبارك، خبير سلامة الغذاء والأمراض الحيوانية بمنظمة الصحة العالمية، الذي استدرك قائلا: “لكن ليس من الواضح ما إذا كان السوق المصدر الأصلي للفيروس.”
ويوضح وفقا لما نقله موقع أخبار الأمم المتحدة، أن الفيروس يمكن أن يكون موجودا داخل السوق في ووهان، ولكن يمكن أيضا أن يكون منتشرا خارجه أو في مكان أبعد من ذلك.
ويخلص بذلك إلى أنه ليس هناك أي جدوى من فحص الحيوانات في جميع أنحاء المكان، قبل الانتهاء من هذه الأسس.
وأشار مبارك، في مؤتمر صحفي عبر تقنية الفيديو، إلى أنه في حالات تفشي الفيروسات التاجية السابقة، مثل حادثة تفشي فيروس متلازمة الشرق الأوسط التنفسية في عام 2012، كان العثور على الرابط المفقود بين الحيوان والإنسان بعيدا عن الوضوح، على الرغم من أن الجميع كان يبحث عن المصدر.
في النهاية، يتابع، “استغرق الأمر شهورا من التحقيق الوبائي والقليل من الحظ قبل العثور على علاقة انتقاله من الإبل، بعد أن أبلغ مسؤولو الصحة في قطر عن حالتين مشتبه بهما مرتبطتين بمزرعة، واللتين تم تتبعهما لتأكيد ارتباطهما بالجِمال”.
وأكد الدكتور مبارك، أنه “لم يفت الأوان بعد، وكما قلت عن فيروس متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (MERS)، استغرق الأمر حوالي عام قبل أن نجد المصدر”.
وأضاف مستطردا: “ولكن من المهم أن نحاول العثور على المصدر ومعرفة حقيقة ما حدث في بداية الأمر لتجنب تكرار حصوله ولتجنب حدوث تفشٍ آخر في السنوات القادمة مع فيروسات مختلفة أخرى”.
ولفت مبارك إلى أن حصول العلماء على الفيروس الأصلي وفحصه تحت المجهر قبل أن يتكيف مع البشر، يمكن أن يساعد في الكشف عن الأسرار الوراثية التي يمكن أن تساعد في حماية الأجيال القادمة.
وأوضح: “عندئذٍ سنفهم بشكل أفضل كيف يتكيف مع البشر، وكيف تطور وما هي التغييرات في تكوين الفيروس التي من المرجح أن تكون قد قامت بهذا التكيف”.
فيما يتعلق بانتقال العدوى من الحيوانات التي تتلامس باستمرار مع البشر، أشار مسؤول منظمة الصحة العالمية إلى أن القطط معرضة للإصابة بالفيروس ويمكنها أيضا نقله إلى قطط أخرى. كما أصيبت النمور إلى جانب الكلاب “إلى حد ما”، بينما يبدو أن الخنازير والدواجن تتمتع بمقاومة أكبر لهذا المرض.
وأكد المسؤول الأممي أيضا أن فيروس كورونا المستجد لا يمكن أن ينتقل عن طريق البعوض والطفيليات.
وأضاف أنه “لا يمكن للفيروسات على الإطلاق غزو أنواع معينة من الحيوانات وإصابتها بالعدوى، فليس بإمكانها غزو كل ما تلمسه أو تقترب منه”.