“كورونا” يتحدى العالم ليكون أكثر لطفا
في خضم جائحة فيروس كورونا المستجد، ترى سارا فريار، مؤسسة منصة “نيكست دور” الرقمية الموجهة للجيران، أن هناك ارتفاعا في خصلة على نحو يمنحنا الأمل: النزوع نحو اللطف.
“نرى اللطف في كل مكان، وفي كل أنحاء العالم حاليا. أعتقد أن اللطف سوف ينقذنا خلال هذا الوقت العصيب. سيبقينا بصحة جيدة. سيجمع مجتمعاتنا المحلية. وهذا ما سوف يرفع معنوياتنا”، تقول سارا لشبكة CNN الأمريكية.
يصبح اللطف عادة يومية في الأزمات
تظهر الأبحاث أننا نبحث عن اللطف عندما تحدث مأساة ما.
دراسة أجريت عام 2008 في أعقاب إعصار كاترينا بالولايات المتحدة، حطمت الأسطورة القائلة بأن الكوارث تبرز الأسوأ بين الناس، بينما أكدت بالمقابل أن “معظمهم يستجيب بإيجابية وسخاء”.
أن تكون لطيفا، لا يجب أن يكون ظاهرة “طوارئ فقط” بحسب سارا. فربما نكون قد ولدنا لطفاء، تُتابع، إذ تقول بعض الدراسات إن بعض السمات، مثل اللطف، مبرمجة في حمضنا النووي.
اللطف طبيعة إنسانية
في كتابه “القبيلة”، أعرب الكاتب الأمريكي سيباستيان جونجر عن أسفه لفقدان “التواصل القبلي” في المجتمع الحديث.
يقول: “أنت جزء من محيطك لأن هذا هو المكان الذي تعيش فيه وتعيش معه. إن الشعور بالتواصل والاستثمار في هذا المحيط هو أن يكون لديك هدف مشترك، وبالتالي، أن تكون أكثر صحة نفسيا”.
وترى سارا أن الهدف المشترك ذاك لمحيطنا الجغرافي (أي جيراننا ومجتمعاتنا) قد تضاءل في مجتمعنا، ولهذا تشير الأدلة إلى أن العزلة والوحدة قد أصبحت أكثر انتشارا.
في الولايات المتحدة، وجدت دراسة أجرتها مؤسسة Cigna، بحسب سارا، أن أكثر من 40 بالمائة من البالغين يشعرون بالوحدة.
هذه الدراسة تؤكد: “الوحدة لها نفس التأثير على الوفيات، إنها مثل تدخين 15 سيجارة يوميا، وهذا ما يجعلها أكثر خطورة من السمنة.
التواصل يعود… ولذلك قيمة!
حان الوقت الآن للتواصل مع أحبائنا وتقديم المساعدة، حيثما أمكن ذلك، وعلى مسافة اجتماعية آمنة بالطبع، تقول سارا.
لقاء من في الشقة المجاورة، في المنزل المجاور، قد يكون صعبا اليوم… في العالم الرقمي، يستخدم الأفراد منصات عبر الإنترنت لسد الفجوات والاتصال بمجتمعاتهم.
على الرغم من أهمية الأصدقاء البعيدين والدوائر المهنية، إلا أنهم لا يستطيعون حمل البقالة إلى قريب مسن لك. هذا هو السبب في أننا بحاجة إلى جيران جيدين، تقول سارا.
وتتابع: “تعزيز هذه الروابط المجتمعية هو ما سيبقينا بصحة وقوة، عاطفيا وجسديا…”.
كونك لطيفا مفيد لصحتك وللمجتمع
يذكر تقرير لمؤسسة Born This Way فحص الصحة العقلية للشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 24 عاما، أن أولئك الذين عرفوا في مجتمعهم باللطف يتمتعون بصحة نفسية أفضل.
ترى سارا أن هذا يدل على أهمية اللطف بالنسبة للصحة العقلية. وتضيف: “نحن في وقت يحتاج فيه الكثير من الناس إلى المساعدة ويبحثون عن التفاؤل”.
ولهذا نتيجة أخرى، بحسبها، الشعور بالوحدة على نحو أقل. وتقول مشددة: “حان الوقت للتواصل وبناء علاقات يمكننا الاعتماد عليها. هذا هو بالضبط ما نحتاجه خلال هذه الفترة وبعدها”.
عن شبكة CNN الأمريكية.