أسماء بن العربي تكتب: أسگاس أماينو أمباركي… (سنة أمازيغية سعيدة) ولو حرمها الشيوخ
لا أعلم ما الذي يدفعنا إلى البحث عن فتوى، أٌخرجت في وقت محدد وفي ظروف معينة؛ لنسقطها على أحداث حديثة بتفاصيل وظروف مختلفة.
لماذا يسعى البعض جاهداً إلى إفراغ الدين من كل مظاهر ومشاعر الفرح؟ لماذا يسعى البعض إلى ربط الدين بالنكد؟ لماذا يعمل الكثيرون على تقزيمه وربطه بتفاصيل… هي في الأصل لا تغير شيئاً؟
رأس السنة الأمازيغية يوم مميز بالنسبة لكل المغاربة، لكل الأمازيغ…
هو مناسبة للاحتفال، تحرص العائلات فيه، على التزاور وتحضير أطباق خاصة بالمناسبة ونشر الفرح.
وهو احتفال ضارب في القدم، احتفل به الأجداد والآباء وقبلهم الكثير… وستحتفل به الأجيال القادمة، لأنه جزء من ثقافتنا وهويتنا.
في كل مناسبات الفرح، سواء تعلق الأمر بمناسبات دينية، كرأس السنة الهجرية أو عيد المولد النبوي… أو مناسبات أخرى، كرأس السنة الميلادية والأمازيغية، يتحين بعض “الفقهاء” الفرصة، لينفتوا سمومهم، ويضيقوا على الناس دنياهم.
يتحينون الفرصة، كي يجعلوا الدين… مرادفا للحزن.
قد تتبع رأي شيخ، وتمتنع عن تهنئة جارك، الذي لا يتردد في مساعدتك كلما احتجت لذلك، وقد يشاركك أعيادك. قد تمتنع عن تهنئة قريب من ديانة أخرى يشاركك أفراحك وأعيادك، قد تكسر قلب حبيب أو صديق… فتبث الضغينة في النفوس بدل التعايش والتسامح…
… وكأن دينك على كفَّة تفاصيل بسيطة، وسيسقط منك بتهنئة أو احتفال.
يسارعون إلى تحريم الفرح… كل معاني الفرح، كل مناسبات الفرح.
… يعتبرون الاحتفالات الدينية بدعة، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار…
يعتبرون الاحتفال بالسنة الميلادية، إقرارا بأن عيسى ابن الله، رغم أن رأس السنة، يختلف عن أعياد الميلاد التي لها بعد ديني.
ويعتبرون… الاحتفال برأس السنة الأمازيغية، إحياء لطقوس وثنية يجب أن تنتهي، كما جاء في تدوينة لأحد “الشيوخ” حيث قال: “وقد تقرر عند علماء المسلمين قاطبة تحريم الاحتفال بأعياد الجاهلية قبل الإسلام، عربية كانت أم فارسية أم بربرية أم غيرها، فإن الإسلام قد نسخ ذلك كله. وإذا كانت أعياد أهل الكتاب الواردة في التوراة والإنجيل كالفسح وغيره، لا يجوز الاحتفال بها مع أنها ترمز لمعان شرعية، فكيف يجوز الاحتفال بعظماء المشركين ورؤوس الجاهليين قبل الإسلام؟ هذا لا يقول به مسلم يفقه دينه.”
اقرأ أيضا: السنة الأمازيغية: هذا أصل حكاية تقويم يطفئ هذا العام شمعته الـ2970…
قبل أن تحتفل بذكرى ميلادك أو بذكرى ميلاد أحد أفراد عائلتك أو أصدقائك.
قبل أن تحتفل بمولد نبي، وقبل أن تهنئ أصدقاءك وعائلتك بمناسبة، وقبل أن تبارك عيداً لصديق أو قريب من ديانة أخرى، وقبل حتى أن تجعل من أي مناسبة، فرصة للقاء العائلة والأصدقاء واقتناص بعض لحظات الفرح وسط ضغوطات الحياة…
قبل هذا كله… عليك أن تبحث عن فتوى في الأمر، كأنك ستقترف كبيرة، وكأنك ستخرج من الملَّة أو ستتزعزع عقيدتك.
قد تجد فتوى تجيز الأمر… فتحتفل. وقد تصادف أخرى، تنهى وتحرم، فتقف حائراً بين أن تحتفل وتهنئ وتسعد من حولك وتتعايش مع المختلفين معك. وستشعر في الوقت ذاته بتأنيب ضمير؛ لأن ما تفعله حرام…
قبل أن تحتفل بمولد نبي، وقبل أن تهنئ أصدقاءك وعائلتك بمناسبة، وقبل أن تبارك عيداً لصديق أو قريب من ديانة أخرى، وقبل حتى أن تجعل من أي مناسبة، فرصة للقاء العائلة والأصدقاء واقتناص بعض لحظات الفرح وسط ضغوطات الحياة…
قبل هذا كله… عليك أن تبحث عن فتوى في الأمر
أو… قد تتبع رأي شيخ، وتمتنع عن تهنئة جارك، الذي لا يتردد في مساعدتك كلما احتجت لذلك، وقد يشاركك أعيادك. قد تمتنع عن تهنئة قريب من ديانة أخرى يشاركك أفراحك وأعيادك، قد تكسر قلب حبيب أو صديق… فتبث الضغينة في النفوس بدل التعايش والتسامح…
… وكأن دينك على كفَّة تفاصيل بسيطة، وسيسقط منك بتهنئة أو احتفال.
لا أعلم لماذا نضطر للعودة في كل التفاصيل إلى فتاوى شيخ، أليس الدين دين يُسر؟ أليس الأصل في الدين الإباحة؟
اقرأ أيضا: هشام روزاق يكتب: أيام الخوف…
لا أعلم ما الذي يدفعنا إلى البحث عن فتوى، أٌخرجت في وقت محدد وفي ظروف معينة؛ لنسقطها على أحداث حديثة بتفاصيل وظروف مختلفة.
لماذا يسعى البعض جاهداً إلى إفراغ الدين من كل مظاهر ومشاعر الفرح؟ لماذا يسعى البعض إلى ربط الدين بالنكد؟ لماذا يعمل الكثيرون على تقزيمه وربطه بتفاصيل… هي في الأصل لا تغير شيئاً؟
الله قال: “طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى”، وأحب الأعمال إليه… إدخال السرور على القلوب، فدعوا الناس تفرح، رحمكم الله. …دعوهم يفرحون كلما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً، وأبعدوهم عن النكد… ما استطعتم إلى ذلك سبيلا.