هل سيفعلها السبسي؟
يوم الاثنين 13 غشت\أغسطس، قد يكون لتونس موعد مع التاريخ… بمناسبة اليوم الوطني للمرأة، الذي تخلده تونس يوم 13 غشت\أغسطس من كل سنة، سيلقي الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي خطابا …
يوم الاثنين 13 غشت\أغسطس، قد يكون لتونس موعد مع التاريخ…
بمناسبة اليوم الوطني للمرأة، الذي تخلده تونس يوم 13 غشت\أغسطس من كل سنة، سيلقي الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي خطابا يترقبه الكثير من متابعي قضايا المساواة وحقوق المرأة، وذلك على الساعة الحادية عشر صباحا (بتوقيت تونس) من قصر قرطاج. خطاب قد يكون له ما بعده، حسب أغلب المتابعين لتطورات الأحداث…
خطاب، قد يمكن الرئيس الحالي من ترك بصمة قوية تطبع فترة حكمه. لكنه، أكثر من ذلك، قد يغير من وجه ومن مستقبل تونس
في نفس الموعد من سنة 2017، كان السبسي قد ألقى خطابه الذي تطرق فيه علانية وبشكل مباشر لموضوع المساواة في الإرث والحريات الفردية، وأسس على إثره لجنة الحريات الفردية والمساواة التي تترأسها بشرى بلحاج حميدة.
هذه اللجنة قدمت تقريرها العمومي في يونيو\حزيران 2018. تقرير تتبنى فيه مجموعة من المقترحات الداعمة للحريات الفردية والمساواة التامة بين المرأة والرجل في الحقوق والواجبات، إضافة إلى إلغاء عقوبة الإعدام وضمان حرية الفكر والمعتقد وغيرها من التوصيات والمقترحات التي يمكن الاطلاع على تفاصيلها على هذا الرابط أو عبر موقع لجنة الحريات الفردية والمساواة.
منذ صدورالتقرير، تم تجييش أعداد كبيرة من المواطنين ضد أعضاء اللجنة، كما تعرض جل هؤلاء لحملات التشهير والتهديد بالقتل. وقد تعرضت بشرى بلحاج حميدة، رئيسة لجنة الحريات الفردية والمساواة، لحملات عدائية كثيرة صرحت على إثرها، أكثر من مرة، أن هناك من يسعى لإعطاء صورة مشوهة عن اللجنة وعن التقرير الذي أصدرته، وأن الكثير من المنتقدين لم يقرؤوا التقرير كاملا واعتمدوا على الإشاعات والأسماء المستعارة للتشهير بالأعضاء واتهامهم بالباطل.
يوم السبت 11 غشت\أغسطس، خرجت في تونس مظاهرة للاحتجاج على مقترحات اللجنة. المظاهرة كانت من تنظيم التنسيقية الوطنية للدفاع عن القرآن والدستور، وهي مجموعة جمعيات تنضوي في أغلبيتها تحت لواء حزب النهضة الإسلامي. المتظاهرون حملوا شعارات مناهضة للجنة ومقترحاتها، خصوصا فيما يتعلق بالعدة والإرث، كما أشارت العديد من اللافتات المرفوعة إلى اعتبار القرآن مصدرا وحيدا للتشريع.
يوم الاثنين 13 غشت\أغسطس على الساعة السادسة مساء، ستخرج مظاهرة جديدة في شوارع تونس، لكن هذه المرة للمدافعين عن المشروع الليبرالي الحداثي وعن قيم المساواة والحريات الفردية.
قبل ذلك، سيكون الغموض قد رفع، وسيكون الرئيس باجي قايد السبسي قد ألقى خطابه… خطاب، إن جاء بما يتوقعه الكثيرون، قد يمكن الرئيس الحالي من ترك بصمة قوية تطبع فترة حكمه. لكنه، أكثر من ذلك، قد يغير من وجه ومن مستقبل تونس… وقد يعطي حينها نموذجا يحتذى به للكثير من دول المنطقة.
فهل يفعلها قايد السبسي؟
اقزأ أيضا – من تونس، نائلة السليني تكتب: أليس الصبح بقريب؟