لقاء رفيع المستوى في الأردن يناقش وضعية شباب شمال أفريقيا والشرق الأوسط
خلص الاجتماع إلى أن المنطقة، وهي موطن لأعلى معدلات البطالة بين الشباب في العالم، تحتاج إلى خلق أكثر من 33.3 مليون فرصة عمل بحلول عام 2030.
اعتبر خبراء أمميون، في لقاء عقدته الوكالات الأربع التابعة للأمم المتحدة: منظمة العمل الدولية، برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، صندوق الأمم المتحدة للسكان، اليونيسف، بالأردن أنّ الأطفال والشباب يشكلون حوالي نصف سكان منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا / منطقة الدول الناطقة بالعربية وهي موطن لأعلى معدّلات البطالة بين الشّباب في العالم.
كما أوضح الباحثون في بيان صادر على هامش اللقاء الاقليمي، توصلت مرايانا بنسخة منه، أنّ أنظمة التّعليم والمناهج الحاليّة لا تتناسب مع تطوّر سوق العمل والتغيّرات في طبيعة الشغل. بحيث أنّها “لا تُزوّد الشّباب بالمهارات الأساسيّة اللازمة للنجاح في اقتصاد اليوم، والتي تشمل مهارات الاتصال والابتكار والتفكير النقديّ وحل المشكلات والتعاون. بهذا، وجود يافعين وشباب أصحّاء ومهرة ومتعلمين من شأنه أن يحدث تغييراً إيجابياً لتحقيق عالم ملائم لهم يعزز حقوقهم ويحميها”.
البيان أكد أنّ الاجتماع كان “رفيع المستوى، وامتد لمدة يومين في عمّان، الأردن، خلال ماي 2022، وتعلق موضوعه المحوريّ بـ “تعلّم الشباب والمهارات وانتقالهم إلى العمل اللائق”.
كما أضاف المصدر أنّ اللقاء يهدف إلى “معالجة وسائل تعزيز الربط بين التعلّم وسوق العمل، والتي تشمل تحسين أنظمة التعليم، بما فيها اكتساب المهارات والتعليم والتدريب التقني والمهني، وتقوية الربط بين التعلّم وسوق العمل، وتعزيز السياسات واستكشاف الفرص مع القطاع الخاص لخلق فرص عمل ودعم ريادة الأعمال للشباب”.
وفق ما جاء في البيان، فإنّ الشباب يواصلُ “مواجهة العديد من التحديات في المنطقة. فقد أدّت آثار جائحة “كوفيد-19″ وما تسببت به من انقطاع عن الدراسة إلى تعميق أزمة التعليم وتوسيع فجوة اللامساواة. والأطفال والشباب الذين يعيشون في سياقات هشّة، ومن ضمنهم أولئك الذين يعيشون في فقر أو في مناطق ريفية، واللاجئون والنازحون والمهاجرون، والفتيات والشابات، والأشخاص ذوو الإعاقة، هم أكثر الفئات عُرضة لعدم الذهاب إلى المدرسة، وبالتالي التخلُّف عن الركب. حيث شهدت المنطقة، حتى في فترة ما قبل الجائحة، أكثر من 14 مليون طفل لا يذهبون إلى المدرسة، كما شهدت أحد أدنى معدلات العودة إلى مقاعد الدراسة في العالم”.
الخبراء خلصوا في اجتماعهم إلى أنّ معدل بطالة الشباب في المنطقة، يبلغ “ضعف المعدل العالمي تقريبًا وقد نما بمعدل 2,5 مرة أسرع من المتوسط العالمي بين عامي 2010 و2021 . وهو يمثل استنزافًا كبيرًا للإمكانات الاقتصادية للمنطقة. وهذه البلدان غير قادرة على الاستفادة الكاملة من شبابها في تعزيز آفاق النمو الاقتصادي والاستقرار والسّلام. والمطلوب هو التحول في السياسات. لهذا، تحتاج المنطقة إلى خلق أكثر من 33.3 مليون فرصة عمل جديدة بحلول عام 2030، لخفض معدل البطالة الإجمالي إلى 5 في المائة ولتكون قادرة على استيعاب العدد الكبير من الشباب الذين يدخلون سوق العمل وتحقيق استقرار معدلات بطالة الشباب”.
المصدر أفاد أنّ تعلّم الشباب المهارات الحياتية من شأنه المساهمة في تعزيز القيم الإيجابية فيما يتعلق بصحتهم وحقوقهم وعائلاتهم وعلاقاتهم وأدوارهم بناء على النوع الاجتماعي والمساواة بين الجنسين وتمكينهم من تشكيل حياتهم واتخاذ قرارات مستنيرة بشأن حياتهم الإنجابية.
يذكر أن هذا اللقاء جمع الشباب وصنّاع القرار والقطاع الخاص ووكالات الأمم المتحدة في حوار مباشر حول أحد أهمّ المجالات التي تؤثر على حياة الشباب في هذه المنطقة.
وقال ممثلو الوكالات الأممية الأربع في ختام البيان إنهم “ملتزمون بتعزيز أجندة عمل تعطي الأولوية للشباب وتطلعاتهم واحتياجاتهم في هذه المنطقة، وتعزّز قدراتهم وفرصهم للعمل اللائق، الآن وعلى المدى الطويل”.