بمناسبة 8 مارس… جمعية محاربة السيدا توصي بوضع حدّ للامساواة المبنية على النوع الاجتماعي
تزامناً مع اليوم العالمي لحقوق النساء، ارتأت جمعية محاربة السيدا أن تُذكّر أن من بين شخصين حاملين للفيروس هناك امرأة. لهذا، تعتبر الجمعية أنّ تأنيث الوباء الذي أصبحنا نعيشه، يفرض علينا استجابة نوعية تستحضر اللامساواة المبنية على النوع الاجتماعي.
تقول الجمعية في بلاغ توصلت مرايانا بنسخة منه إنّنا انتقلنا من نسبة أقل من 18% في بداية التسعينات لنساء متعايشات مع فيروس السيدا، إلى أن أصبحن يشكّلن نسبة 43% من الأشخاص الحاملين لفيروس نقص المناعة البشري. لذلك، تسجّل الجمعية قلقها حيال هذه الوضعية، خاصة إذا علمنا أن السيدا أضحت السبب الأول للوفيات في أوساط النساء اللواتي تتراوحن أعمارهن ما بين 15 و49 سنة على الصعيد العالمي.
جمعية محاربة السيدا، وهي تؤمن بحقوق النساء في تنوعها، تعلن أنها تتعبأ بمناسبة اليوم العالمي لحقوق النساء، وتتوجه لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية وكذلك كل الفاعلين المؤسساتيين من أجل نشر، وبصفة مستعجلة، تقرير النوع الاجتماعي والتصدي لوباء السيدا 2019-2020، بالإضافة إلى بلورة استراتيجية تغيرية حول النوع الاجتماعي وفق ما جاءت به التوصيات، وكذا تكوين العاملين في مجال خدمات الصحة حول النوع الاجتماعي وحقوق الإنسان وكل أشكال مناهضة التمييز.
ناهيك عن إقرار برنامج عمل دقيق مرفوق بميزانية مخصصة له، وبتشاور مع فعاليات المجتمع المدني وممثلي الفئات المفتاحية، وفي النهاية إقرار برنامج حول التربية الجنسية مبني على النوع الاجتماعي بتشاور مع القطاعات الوزارية المعنية.
مما تؤكّد عليه الجمعيّة، في ذات البلاغ، أنّ الكل بات يدرك أهمية ومدى الترابط القائم بين المساواة المبنية على النوع الاجتماعي، ومعركة القضاء على وباء السيدا. ففي سنة 2019، حصل المغرب على 111 نقطة من أصل 162 فيما يخص مؤشر المساواة المبنية على النوع الاجتماعي، كمؤشر تأخذ به هيئة الأمم المتحدة لتقييم الأبعاد الثلاثة للتنمية.
الهيئة المدنية تعتبر “هذا التنقيط من شأنه أن يضع المعايير المعتمدة للقضاء على المساواة المبنية على النوع الاجتماعي محل مسألة، والتي من شأنها طمس أصوات النساء والفتيات المغربيات، وكذلك الحيلولة دون ولوجهن لخدمات التعليم والموارد الاقتصادية“؛ مشدّدةً على أنّ “كل هذه المعطيات تجعل من النساء فئة أكثر هشاشة وعرضة للإصابة بداء السيدا، ويزداد الأمر قلقًا، حين ندرك أن المرأة أكثر عرضة للإصابة بفيروس نقص المناعة البشري مرتين مقارنة مع الرجل”.
وفق ما جاء في البلاغ، فإنّ الهشاشة السوسيو-إقتصادية للنساء تجعلهن في حالة تبعية اقتصادية لشركائهن، مما يحول دون قدرتهن على التفاوض باستعمال وسائل الوقاية. ولابد من الإشارة أن 70% من النساء الحاملات لفيروس السيدا أصبن بفراش الزوجية .
مجموعة من الدراسات والأبحاث، أظهرت، وفق البلاغ، تلك العلاقة الجدلية القائمة بين العنف اتجاه النساء والإصابة بداء السيدا. ففي سنة 2019، سجلت نسبة 75,1% من حالات العنف تجاه النساء بحسب الاستقصاء الوطني الذي أنجزته المندوبية السامية للتخطيط حول العنف في أوساط النساء والرجال، كما أظهر نفس الاستقصاء تزايد أشكال وحالات العنف الجنسي، إذ تزايد بخمس نقط ما بين 2009 و2019 حيث انتقل مؤشر القياس من 9% إلى 14%.
لأجل ذلك، نبه برنامج الأمم المتحدة لمحاربة السيدا للعواقب الوخيمة التي يمكن أن تنتج عن العنف الممارس اتجاه النساء: فببعض المناطق بالعالم، النساء اللواتي تعرضن للعنف سواء الجسدي أو الجنسي من قبل الشّريك هن عرضة 1.5 مرة للإصابة بداء السيدا، مقارنة مع النساء اللواتي لم يتعرضن لأي شكل من أشكال العنف.
يشير البلاغ إلى النتائج الأولية، المنشورة خلال شهر شتنبر 2021، للبحث التقييمي الذي أجرته وزارة الصحة والحماية الاجتماعية بدعم من برنامج الأمم المتحدة لمحاربة السيدا بالمغرب حول محاربة السيدا والنوع الاجتماعي، حيث أوصت تلك النتائج بضرورة إعمال إستراتيجية تغيرية حول النوع الاجتماعي، وكذلك بلورة تغيير تشريعي وتنظيمي يهدف القضاء على كل أشكال التمييز الذي يطال النساء خاصة.