فرنسا: محاكمة مرشد جبلي لتقديمه شايا وملابس لطالبي لجوء أفارقة كانوا يعبرون جبال الألب
تعود مجريات القضية إلى الـ6 من يناير/كانون الثاني 2018، بمنطقة بريانسون في جبال الألب، حيث منح فرنسي يُدعى بيير مومبر بعض الشاي والملابس لأربعة من طالبي اللجوء الذين ينحدرون من …
تعود مجريات القضية إلى الـ6 من يناير/كانون الثاني 2018، بمنطقة بريانسون في جبال الألب، حيث منح فرنسي يُدعى بيير مومبر بعض الشاي والملابس لأربعة من طالبي اللجوء الذين ينحدرون من غرب إفريقيا.
كانت العادة قد جرت خلال فصل الشتاء بأن يجري متطوعون دوريات منتظمة هناك لمساعدة الأشخاص الذين يواجهون مشاكل جراء عبور الجبال في ظروف خطرة من إيطاليا.
لكن المرشد الجبلي، بيير مومبر، كان يومها على موعد مع الشرطة، إذ وصل ضابطان إلى المكان فأخذا طالبي اللجوء أولئك، وطلبا منه الحضور معهما.
الذي حدث، أنه بينما كان مومبر يتقدم إليهما، هرب ثلاثة من طالبي اللجوء الأربعة، فكان بعد ذلك في الـ10 من يناير/كانون الثاني 2019، أن قضت محكمة “غاب” الجنائية في حقه بالحبس 3 أشهر موقوفة التنفيذ.
أدين يومها مومبر بتهمة “المساعدة في الدخول غير القانوني لشخص أجنبي”، بينما تعتبر منظمة العفو الدولية اليوم أنه “لم يرتكب أي جريمة”.
وفي انتظار جلسة الاستئناف التي ستعقد في أكتوبر/تشرين الأول 2019، دعت المنظمة إلى إلغاء إدانة مومبر، في وقت صرحت فيه باحثة المنظمة في منطقة أوروبا الغربية، ريم خضراوي، بأنه خلاف ذلك “تنبغي الإشادة بالإيماءة التي قدمها”.
خضراوي التي استنكرت إدانة مومبر، أوضحت أنه “في أعقاب إيماءته اللطيفة، يظهر كيف تستخدم السلطات الفرنسية بشكل تعسفي التشريعات التي تهدف إلى مكافحة الاتجار بالبشر من أجل معاقبة المواطنين الذين يقدمون المساعدة للناس أثناء التنقل”.
وتعتقد منظمة العفو الدولية أن تصرف بيير لا يشكل “مساعدة للدخول غير القانوني لشخص أجنبي”، إنما بالأحرى “مساعدات إنسانية”، هي قانونية بموجب القانون الفرنسي والقانون الدولي.
جدير بالذكر أن الشرطة الفرنسية على الحدود الفرنسية الإيطالية، ترفض دخول طالبي اللجوء والمهاجرين وترسلهم بشكل غير قانوني إلى إيطاليا، وفق ما تفيد به المنظمة، ناهيك عن تجريمها لأفعال مشروعة تتمثل في تقديم الأشخاص مساعدات لهؤلاء.
هذا في وقت كان فيه مومبر والكثير من سكان منطقة بريانسون، قد بدؤوا يوفرون مساعدات إنسانية للذين يعبرون الجبال، وهم غير مهيئين في الغالب لهذه الرحلة، التي تعرضهم لمخاطر عدة، من بينها الضياع وسط جبال مغطاة بالثلوج.
اقرأ أيضا:
- من راعية غنم إلى مروضة سياسة… قصة نجاح “وجه فرنسا الجديد” نجاة بلقاسم!
- في فرنسا، الثقافة أفضل من صناعة السيارات
- مشروعان في فرنسا يعتزمان إحداث مسجدين مختلطين تؤم فيهما المصلين امرأة
- فرنسا تمنع الهواتف في المدارس الابتدائية والإعدادية
- من فرنسا، وسام الناصر يكتب: Paroles paroles… أزمة ثقة تعصف بالمجتمع الفرنسي