مناظرة بالرباط تطمح إلى النهوض بالصناعات الثقافية والإبداعية المغربية
انطلقت الجمعة 4 أكتوبر/تشرين الأول 2019 بالرباط، أشغال المناظرة الأولى للصناعات الثقافية والإبداعية، التي تنظمها وزارة الثقافة والاتصال وفيدرالية الصناعات الثقافية والإبداعية التابعة للاتحاد العام لمقاولات المغرب. الجلسة الافتتاحية شهدت …
انطلقت الجمعة 4 أكتوبر/تشرين الأول 2019 بالرباط، أشغال المناظرة الأولى للصناعات الثقافية والإبداعية، التي تنظمها وزارة الثقافة والاتصال وفيدرالية الصناعات الثقافية والإبداعية التابعة للاتحاد العام لمقاولات المغرب.
الجلسة الافتتاحية شهدت حضور أزيد من 350 فاعلا ثقافيا، اقتصاديا وسياسيا، تدخل في بدايتها وزير الثقافة والاتصال، محمد الأعرج، معبرا عن أمله في أن تقارب هذه المناظرة أسئلة الصناعات الثقافية والإبداعية بمنطق تشاركي يفرز أجوبة واقعية وشاملة.
الأعرج بعد أن أوضح التطور الذي يعرفه تدبير الثقافة في العالم، عدّد منجزات وزارته في سعيها لمواكبة ذلك، قائلا إنها خصصت للمجالات الثقافية والفنية ودعم الجمعيات في السنتين الأخيرتين دعما ماليا قدره 150 مليون درهم، استفاد منه ألفي مشروع في مجالات الكتاب والقراءة العمومية والمسرح والفنون التشكيلية والتظاهرات الثقافية.
دعا المالكي رجال ونساء المال والأعمال إلى إدراك أهمية الاستثمار في حقول الثقافة والإبداع، لافتا الانتباه إلى الدور الذي يمكن أن تنهض به الرعاية الثقافية في تحريك ودعم القطاع الثقافي.
الوزارة، يضيف الأعرج، أعادت النظر أيضا في مساطر الصندوق الوطني للعمل الثقافي، ما أدى إلى ارتفاع مداخليه لمستوى قياسي، بلغ خلال سنة 2019 أزيد من 110 مليون درهم، بعدما لم تتجاوز 14 مليون درهم عام 2016.
وخصصت الوزارة، يورد المتحدث ذاته، مبلغا يتجاوز 190 مليون درهم للدعم السينمائي في السنتين الأخيرتين، استفاد منه الإنتاج السينمائي المغربي والمهرجانات والتظاهرات السينمائي ورقمنة وتحديث وبناء القاعات السينمائية.
جرد وترميم التراث الثقافي، نال أيضا حظه من كلمة الوزير، الذي نوه بحركية ملحوظة نتج عنها خلال سنتين تقييم وترتيب أزيد من 500 عنصر من منقولات تراثية ومعالم تاريخية ومعالم أركيولوجية.
اقرأ أيضا: ميمون أم العيد: الكل خاسر من الثقافة في هذا البلد، وهذه هي مشاكل الأدب في المغرب 2/1
رئيس مجلس النواب، الحبيب المالكي، من جهته، أفاد بـ”أن الصناعات الثقافية والإبداعية غدت أنشطة إستراتيجية في الاقتصادات الجديدة، ما بعد الصناعية المعاصرة”.
ودعا المالكي رجال ونساء المال والأعمال إلى إدراك أهمية الاستثمار في حقول الثقافة والإبداع، لافتا الانتباه إلى الدور الذي يمكن أن تنهض به الرعاية الثقافية في تحريك ودعم القطاع الثقافي.
المالكي أضاف أن الوقت قد حان للتفكير في مقترحات ملموسة لبلورة قانون خاص ينظم ويؤطر آليات الرعاية الثقافية، ويستجيب لآفاق انتظار الفاعلين في الحقل الثقافي والإبداعي.
دراسة أعدها المجلس الاجتماعي والاقتصادي والبيئي حول الثروة الإجمالية للمغرب بين 1999 و2013، أظهرت أن الرأسمال اللامادي الذي يتكون أساسا من الثقافة والفن وعناصر أخرى، يساهم بأكثر من 72 بالمائة من الثروة الوطنية للمغرب.
وشدد المتحدث ذاته على إيلاء الأهمية للدبلوماسية الثقافية، التي باتت اليوم جد مؤثرة في العلاقات الدولية، حسب تعبيره، تساعد على الحوار وتبادل المعنى الإنساني، كما تلعب دورا في تقوية صورة المغرب خارجيا على نحو يحقق إيرادات ملموسة في القطاعين السياحي والقافي.
اقرأ أيضا: الفرنكفونية في المغرب، لغة أم سلاح؟ 2/1
من جانبه، ذَكّر رئيس المجلس الاجتماعي والاقتصادي والبيئي، أحمد رضا الشامي، بتقرير المجلس “اقتصاديات الثقافة” الصادر عام 2016، مشيرا إلى أن هذا التقرير كان قد أكد على أهمية أن يحظى قطاع الثقافة والفن والإبداع، إلى جانب القطاعات الإنتاجية، بمخطط إستراتيجي وطني إرادي.
الشامي إذ عبّر عن أمل المجلس في وضع هذه الاستراتيجية بعد المناظرة، أبرز أن دراسة أخرى أعدها المجلس حول الثروة الإجمالية للمغرب بين 1999 و2013، أظهرت أن الرأسمال اللامادي الذي يتكون أساسا من الثقافة والفن وعناصر أخرى، يساهم بأكثر من 72 بالمائة من الثروة الوطنية للمغرب.
وسجل الشامي أن الثقافة واحدة من القطاعات التي تساهم في التنمية، مستشهدا في هذا الصدد بالتجربة الفرنسية، التي يساهم فيها القطاع الثقافي بسبع مرات أكثر من صناعة السيارات في الناتج الداخلي الخام، وبـ2.5 بالمائة من مجموع مناصب الشغل.
اقرأ أيضا: في فرنسا، الثقافة أفضل من صناعة السيارات
كما استحضر الشامي أيضا نموذج نيجيريا، البلد البترولي الزاخر بالموارد الطبيعية وفق تعبيره، الذي يُشغل فيه قطاع السينما أكثر من مليون شخص، وساهم في الناتج الداخلي الخام عام 2016 بـ2.3 بالمائة.
الكاتب العام لوزارة المالية والاقتصاد، زهير الشرفي، في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية قال إن الغلاف المالي المرصود من ميزانية الدولة للقطاع الثقافي والفني يناهز سنويا 1.1 مليار درهم.
أكدت رئيسة فيدرالية الصناعات الثقافية والإبداعية، نائلة التازي، أن اقتصاد الثقافة ليس فقط واقعا، إنما فرصة، مشيرة إلى أن الصناعات الثقافية اليوم تحتل المرتبة الخامسة عالميا ضمن القطاعات الأكثر إدرارا للدخل الاقتصادي.
وأوضح المتحدث ذاته أن هذا الغلاف ساهم في إنجاز عدد من المراكز الثقافية والفنية، من بينها المكتبة الوطنية للمغرب، متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر، والمسرحان الكبيران للرباط والدار البيضاء.
من جهتها، أكدت رئيسة فيدرالية الصناعات الثقافية والإبداعية، نائلة التازي، أن اقتصاد الثقافة ليس فقط واقعا، إنما فرصة، مشيرة إلى أن الصناعات الثقافية اليوم تحتل المرتبة الخامسة عالميا ضمن القطاعات الأكثر إدرارا للدخل الاقتصادي.
وشددت التازي على أن رصد اعتمادات مالية لقطاع الثقافة لا ينبغي أن يكون أمرا ثانويا، على حد تعبيرها، مضيفة أن إعادة النظر في هذه المسألة باتت ضرورية، وتحتاج إلى شجاعة ورؤية، ينخرط فيها مختلف الفاعلين في القطاع، وكذا صناع القرار الاقتصادي وأيضا السياسي.
اقرأ أيضا: مصطفى فهمي: مغربي أحب شكسبير واحتفت به كندا
في ختام الجلسة الافتتاحية، كشف نائب رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، محمد فكرت، في كلمته عن توقيع الاتحاد لشراكة مع وزارة الثقافة والاتصال خلال يونيو 2019، معتبرا أن ذلك سيعطي دفعة قوية لقطاع الثقافة.
وقال: “صحيح أن المقاولات تقوم بعمليات تواكب وتشجع الثقافة، لكن إذا كانت ثمة منظومة ومساطر واضحة، فذلك من شأنه أن يسرع من إنتاج صناعة متنوعة وقوية لديها إشعاع خارجي”.
جدير بالذكر أن المناظرة تمتد ليومين، وستشهد 5 جلسات أخرى من المنتظر أن تتطرق لمواضيع حول الرهانات والوسائل الكفيلة بتطوير الصناعات الثقافية والإبداعية.