زليخة نصري… مرايانا تستحضر سيرة أول امرأة مستشارة لملك المغرب 2/1
كان يمكن لصبية ولدت بوجدة سنة 1945 ومحيطها ينخره الفقر والتقاليد التي تسطو على مسار الأنثى، أن تذهب في مسار المرأة السائد حينذاك، من بيت الأب إلى بيت الزوج، ثم …
كان يمكن لصبية ولدت بوجدة سنة 1945 ومحيطها ينخره الفقر والتقاليد التي تسطو على مسار الأنثى، أن تذهب في مسار المرأة السائد حينذاك، من بيت الأب إلى بيت الزوج، ثم أخيرا بيت الأبدية.
لكن مسارها لم يكن كذلك، بل وكان استثنائيا، والأمر ليس مصادفة كما قد نفهم من قصيدة الشاعر الفلسطيني محمود درويش، “لاعب النرد”. فهذه المرأة دون قليل من المبالغة، كما سنعرف في هذا البورتريه، وهبت حياتها للاجتهاد والتفاني إن في دراستها أو في عملها، حتى أنها آثرت، ضاربة نظرة المجتمع عرض الحائط، عدم الزواج!
إنها الراحلة زليخة نصري، أول مستشارة امرأة للملك في المغرب، وعينه التي كانت لا تنام!
الاجتهاد يغلب قلة ذات اليد
ذات يوم من عام 1945، ستعرف مدينة وجدة ولادة صبية أطلق عليها والداها اسم زليخة، زليخة نصري. ثم، كأي بنت “محظوظة” آنذاك، ستلحق بإحدى مدارس المدينة، وستتدرج سنة تلو الأخرى تحصد النجاحات إلى أن نالت شهادة البكالوريا.
اقرأ أيضا: “ثريا الشاوي: أصغر وأول قائدة طائرة في المغرب، إفريقيا والعالم العربي! 1\3”
إلى هنا، أصبحت وجدة مدينة أم، فالراحلة ستشد الرحال صوب العاصمة الرباط لتدرس بكلية الحقوق بجامعة محمد الخامس. توجت مسارها بالحصول على شهادة إجازة في العلوم القانونية، ثم ما لبثت أن التحقت بالمدرسة الوطنية للإدارة، فحصلت على دبلومها عن شعبة المالية والاقتصاد.
عينها الملك الراحل الحسن الثاني، سنة 1997، كاتبة للدولة بوزارة الشؤون الاجتماعية مكلفة بالتعاون الوطني، وقد كانت حينذاك واحدة ضمن أربع نساء في حكومة عبد اللطيف الفيلالي.
طموح زليخة كان جامحا في التحصيل الأكاديمي، فحضرت دكتوراه في القانون الخاص بفرنسا تحديدا بجامعة جان مولان، وهي الشهادة التي نالتها عن موضوع “قانون التأمينات بالمغرب”، أطروحة تعد إلى اليوم، حسب باحثين، أهم ما كتب عن التأمينات بالمغرب.
اقرأ أيضا: “إلهام القادري… امرأة مغربية سترأس عملاق الصناعة البلجيكي مجموعة “سولفاي””
كفاءة زليخة هذه المرة مكنتها من الالتحاق بقسم التأمينات بوزارة المالية سنة 1994، لتصبح رئيسة له بعد ذلك. في نفس الأثناء، كانت تمارس التدريس بعدد من الجامعات والمعاهد المغربية.
لم يكن لاسم زليخة نصري أن يمر على المسامع مرور الكرام، فسرعان ما سيذيع صيتها كامرأة بارزة في مجال المال والأعمال، وأيضا بشكل خاص، في المجال الاجتماعي… اسم سيتصادى حتى دائرة القصر.
هكذا ستقطف زليخة فاكهة سنوات من الاجتهاد والمثابرة، بعدما عينها الملك الراحل الحسن الثاني سنة 1997، كاتبة للدولة بوزارة الشؤون الاجتماعية مكلفة بالتعاون الوطني، وقد كانت حينذاك واحدة ضمن أربع نساء في حكومة عبد اللطيف الفيلالي.
اقرأ أيضا: “هؤلاء 6 نساء بصمن تاريخ الكتابة الأدبية في المغرب 1\3”
في الجزء الثاني: كيف كانت نصري عينا للملك على الفقراء؟ هل كانت يسارية؟ وما قصة صراعها من الإسلاميين؟
لقراءة الجزء الثاني: زليخة نصري… عين الملك على الفقراء!