من اليمن، حسين الوادعي يكتب: الإرهاب لا دين له، حقا؟
كلما وقع حادث إرهابي في العالم، أمسك المسلمون أيديهم على قلوبهم خوفا من أن تعلن وسائل الإعلام في اليوم التالي أن الجاني مسلم. في أكثر من 90% من الحالات، يكون …
كلما وقع حادث إرهابي في العالم، أمسك المسلمون أيديهم على قلوبهم خوفا من أن تعلن وسائل الإعلام في اليوم التالي أن الجاني مسلم.
في أكثر من 90% من الحالات، يكون الجاني مسلما، ولكن يظل المسلمون على أمل باهت أن يكون الجناة مسيحيين أو يهودا أو بوذيين أو منتمين لدين وعقيدة أخرى.
وما إن يتأكدوا من هوية الجاني المسلم حتى تبدأ حفلة التبرير:
– الإرهاب لا دين له.
– هؤلاء لا يمثلون الإسلام.
– الإرهاب رد فعل على غياب الحريات وعلى الفقر والاستعمار الغربي.
– نحن ضد الارهاب… ولكن الإرهابيين مظلومين وأبرياء!
– هؤلاء عملاء للمخابرات الغربية وليسوا مسلمين.
الإرهاب الذي جعل العالم كله يضع إجراءات أمن مشددة في المطارات والشوارع والجامعات ودور العبادة هو الإرهاب الإسلامي.
الإرهاب الذي أوقف مسيرة العولمة وفتح الحدود بين الدول وجعل الدول تعود لسياسات الحدود المغلقة هو الإرهاب الإسلامي.
حادثة بعد حادثة، ومجزرة بعد أخرى، ينغمس المسلمون في حفلات إنكار وكذب بائسة… كذب على الذات قبل أن يكون كذبا على الآخرين.
لكن لا بد من الوصول إلى لحظة الحقيقة…
اقرأ لنفس الكاتب: لماذا يؤمنون بنظرية المؤامرة؟
صحيح أن هناك إرهابيين من كل الديانات، لكن، هناك فرق بين الأحداث الفردية وبين الإرهاب المتواتر المنظم والمتصاعد الذي ينفذه أشخاص وجماعات تحركهم أفكار نبتت داخل الفكر الديني الإسلامي.
نعم هناك إرهاب من جماعات عرقية ودينية وسياسية مختلفة، لكنه إرهاب محدود التأثير وقصير المدى.
أما الإرهاب الذي يشكل تهديدا وجوديا للدول جميعها، عربية وإسلامية وغربية، فهو الإرهاب الإسلامي.
الإرهاب الذي جعل العالم يعيد النظر في سياسات اللجوء والجنسية هو الإرهاب الإسلامي.
الإرهاب الذي جعل العالم كله يضع إجراءات أمن مشددة في المطارات والشوارع والجامعات ودور العبادة هو الإرهاب الإسلامي.
هناك إرهابيون من كل الديانات، لكن، هناك فرق بين الأحداث الفردية وبين الإرهاب المتواتر المنظم والمتصاعد الذي ينفذه أشخاص وجماعات تحركهم أفكار نبتت داخل الفكر الديني الإسلامي.
الإرهاب الذي أوقف مسيرة العولمة وفتح الحدود بين الدول وجعل الدول تعود لسياسات الحدود المغلقة هو الإرهاب الإسلامي.
لا يعني هذا أبدا اتهام المسلمين بالإرهاب…
فأنا أؤمن كما يؤمن أي عقل سوي على هذه الأرض أن أغلبية المسلمين يريدون السلام والحياة للجميع.
اقرأ لنفس الكاتب: فاطمة العذراء والمسيح المسلم
لكن، هناك خلل كبير في ضميرنا ووعينا الديني…
خلل كبير يجعل البيئة الإسلامية خصبة لتفقيس الأفراد الإرهابيين والجماعات الإرهابية.
هناك خلل قاتل في أفكار الجهاد والشهادة والولاء والبراء وحكم الإسلام وسيادة الإسلام على العالم.
هناك خلل في ترويجنا للكراهية والعنف والخرافة.
هناك قنابل موقوتة في جنون العظمة الإسلامي الذي يلقن المسلم من صغره أنه وحده على حق وغيره على ضلال، أنه وحده من يتحلى بالاخلاق والقيم وغيره يعيش كالبهائم!
وعندما يختلط العنف مع الكراهية مع الأفكار المتطرفة مع الفقر والتخلف، يتشكل ذلك المستنقع غير المرئي الذي يقذف بالمزيد من المسلمين إلى خانة كراهية الحياة والناس.
لنتوقف قليلا عن الإنكار والتقرير والدفاع ولنواجه الحقيقة.
حقيقة مسؤوليتنا الجماعية عن اقتلاع جذور أخطر إرهاب يهدد حياتنا ووجودنا وسمعتنا كمسلمين قبل أن يهدد العالم.
اقرأ لنفس الكاتب: في النقاب والحجاب واليسار الفرنسي