سناء العاجي تكتب: درس اسمه كريم الهاني
ضمن فريق مرايانا، يشتغل صحافي كفء ومهني اسمه كريم الهاني. منذ انخرط معنا كريم في تجربة مرايانا، وقبلها في تجربة مهنية أخرى لم تخرج للنور، أثبت مهنية وجدية وقدرة على …
ضمن فريق مرايانا، يشتغل صحافي كفء ومهني اسمه كريم الهاني.
منذ انخرط معنا كريم في تجربة مرايانا، وقبلها في تجربة مهنية أخرى لم تخرج للنور، أثبت مهنية وجدية وقدرة على التطور، تجعلنا، رئيس التحرير (هشام روزاق) وأنا (مديرة النشر)، نتوقع له تطورا جميلا في مهنة الصحافة.
المشكلة أن كريم الهاني، الصحافي في مرايانا، يحمل نفس اسم شخصية مغربية معروفة على مواقع التواصل الاجتماعي. شخصية تتعرض لانتقادات كثيرة.
وبالتالي، ومع نشر أي مقال لكريم الهاني على مواقع التواصل الاجتماعي، نتوصل في مرايانا بالعديد من رسائل وتعليقات السخرية والتهكم والسب أحيانا. رسائل وتعليقات موجهة لكريم الهاني الآخر، في الواقع.
بغض النظر عن الجانب الشخصي، فإن هذا الأمر يجب أن يدعونا لبعض التفكير الجدي في علاقتنا بالمحتوى: لقد أصبح الكثيرون يهاجمون محتوى معينا، اعتمادا فقط على موقفهم من كاتبه (أو كاتبه المفترض في حالتنا هذه).
في النهاية، كريم الهاني، صحافي مرايانا، هو شخص. وقضيته الشخصية قد تشبه قضايا أخرى كثيرة لحالات تشابه في الأسماء. لكنها، في حالتنا هاته، تصل بنا لنقاش أكثر جدية يتعلق بتقييمنا أحيانا لأعمال الآخرين، بناء على مواقفنا المسبقة منهم.
في حالات متعددة، نحن لا نقيم العمل بناء على قيمته الفنية أو المعرفية أو الإعلامية، بل بناء على موقف مسبق من صاحبه، فنرفضه أو ندعمه.
كم مرة قد نجد أنفسنا أمام مقال أو كتاب سطحي، يطبل الكثيرون لصاحبه لأنه معروف أو لأنه أستاذ جامعي أو إعلامي معروف، بينما لو ركزنا في المضمون أو اللغة، بعيدا عن شهرة الشخص، فسنكتشف بأنه لا يستحق ربما كل ذلك التطبيل والتهليل.
في حالات متعددة، نحن لا نقيم العمل بناء على قيمته الفنية أو المعرفية أو الإعلامية، بل بناء على موقف مسبق من صاحبه، فنرفضه أو ندعمه.
كم مرة ننصح شخصا بكتاب معين، فيرفض قراءته بناء على موقفه السلبي من الكاتب، ليكتشف لاحقا بأن الكتاب يستحق الاهتمام… وأن عدم استلاطفنا لمواقف كاتب معين أو لشخصه، لا يمنع أن هذا الشخص قد يقدم لنا منتجا فنيا أو أدبيا متميزا.
كم مرة نتابع حملات موجعة ضد أشخاص، يبدو واضحا أن المهاجمين لم يقرؤوا كتبهم أو مقالاتهم المعنية، بل هاجموهم انطلاقا من موقف مسبق. بل أن البعض يتهكم على مقال أو كتاب لم يطلع عليه أساسا؛ فقط لأن له موقفا سلبيا مسبقا من كاتبه… بل لعله لم يقرأ له يوما، ويكتفي بأن يتبع الجموع وهي تسبه وتلعنه.
اقرأ أيضا: أسماء بن العربي تكتب: سوق في راحة اليد
في المثال أعلاه، لنفكر سوية: كريم الهاني نفسه الذي يتعرض لانتقادات وتهكم رواد مواقع التواصل الاجتماعي، لنفترض مثلا أنه أنجز مقالات صحافية نشرت على منبر إعلامي ما… فهل نتهكم على محتوى هذه المقالات استباقيا، لمجرد أنه كاتبها، أم نطلع عليها أولا لننتقد المحتوى لاحقا أو لنعبر، ربما، عن إعجابنا به؟
لقد أصبح الكثيرون يهاجمون محتوى معينا، اعتمادا فقط على موقفهم من كاتبه لا غير.
في عهد التكنولوجيات الجديدة ودمقرطة الوصول للمعرفة، من واجبنا جميعا أن نتحلى بحد أدنى من الرصانة والجدية في التعامل مع المحتوى: من واجبنا أن لا نشجع انتشار الرداءة التي ندعمها فعليا حين نقوم بنشر وتوزيع محتويات تختلف مع توجهاتنا الفكرية والحقوقية أو محتويات تسخر من بساطة وجهل الناس أحيانا. من واجبنا الاطلاع على المحتوى (أي محتوى) قبل انتقاده. من واجبنا عدم الحكم على المحتوى، بالإعجاب أو بالنقد، بناء على موقفنا المسبق من صاحبه. ومن واجبنا احترام الشخص وكرامته، حتى ونحن ننتقد المحتوى الذي يقدمه لنا.
يبدو الأمر بسيطا وبديهيا… لكنه ليس كذلك مادمنا، للأسف، مازلنا بحاجة للتذكير به.
أما كريم الهاني، الصحافي بمرايانا، فيوما ما سيصنع اسمه… وسيفرق المتابعون بينه وبين شبيهه في الاسم. بانتظار ذلك، فهؤلاء الذين يسبون الأول بناء على موقفهم من الثاني، حتى قبل أن يقرؤوا مقالاته، يحتاجون لبعض النضج في تعاملهم مع المحتوى… أو في تعاملهم بكل بساطة.
جميل استاذة سناء، وقع لي نفس الامر لما قرأت مقاله حول التربية، الذي يقع في جزأين فاثارني أسلوبه المدهش فظلت أبحث وأبحث إلى ان وجدت الصحفي الفذ كريم فأرسلت له طلب الصداقة وبعدما تحدثت إليه اطمأن قلبي
هذا التعاضد بين فزيق العمل أمر مظلوب. وقد عرفت كريم، الذي ما تكاد تذكره إلا وتذكر محسن.
لقد عكفت على قراءة بعض المضامين التي جادت بها قريحة كريم الهاني، وقد استمتعت بها شخصيا.
مامنياتي لكريم الهاني أن يستمر في النهل من ينابيع المعرفة، وإمتاعنا بالمضامين الجيدة.
فعلا الموقع مرايانا والمقال يثبت الاسم والمسمى بكل تقدير واحترام لكل العاملين وفي هذا المحفل والحقل الاعلامي اوجه تحياتي وتقديري لكريم الهاني ولك استاذة فقد تم فك الارتباط بين شخصيتين كريم الافتراضي الذي يتعرض لهذه الشناعة وكريم الكاتي ,والشخصية الواقعية والذي لن يزيده مقالك هذا الااستنفارا واستفزازا لطاقات صحفية ر
مزيدا من التألق واحترامي لكل فريق العمل.