ساكا في بلاد الذكورية السويدية
فيلم “تلميذة جديدة في القسم” يذكرنا عبر تفاصيله البسيطة والمشوقة، وعبر بناء درامي محبوك للشخصيات، بأن المساواة بين الجنسين ليست أمرا مكتسبا، حتى في تلك المجتمعات التي نعتبرها قد سبقتنا بسنوات ضوئية. الفيلم، الذي تبلغ مدته ساعة و18 دقيقة، يجمع بين الجانب البيداغوجي وبين المتعة الحقيقية.
قسم دراسي داخل مدرسة إعدادية في السويد يعيش بنمطية لا تزعج مختلف مكوناته من أساتذة وتلاميذ، إلى أن تأتي تلميذة جديدة تقلب موازين الحياة اليومية والروتينية للقسم. الأصوات التي كانت تلتزم الصمت خوفا أو خجلا أو لعدم ثقة، يصبح لها رنين. مدللو القسم يفقدون توازن مكاسبهم. التقسيمات الكلاسيكية للفئات الاجتماعية، المبنية على الشكل أو الاجتهاد المدرسي مثلا، تختل مع قدوم هذه الساحرة الصغيرة.
فيلم “تلميذة جديدة في الفصل” يذكرنا عبر تفاصيله البسيطة والمشوقة، وعبر بناء درامي محبوك للشخصيات، بأن المساواة بين الجنسين ليست أمرا مكتسبا، حتى في تلك المجتمعات التي نعتبرها قد سبقتنا بسنوات ضوئية
ليس للتلميذة ساكا (جوليا سبور) عصا سحرية… هي فقط مختلفة. لا تقبل السائد والمتفق عليه. تجربتها الانسانية بعد وفاة والدتها وتنقلها رفقة والدها عبد دول كثيرة من مختلف القارات والثقافات، أكسبتها نضجا وثقة تتجاوزان سنها. لذلك فهي ترفض بهدوء وثقة أشكال الظلم أو التصنيف التي تبدو لها غير منصفة. ترفض السائد والمتعارف عليه حين يبدو لها مجحفا.
وفوق هذا، فهي تلميذة نجيبة ذكية بثقافة معرفية واسعة. وبالتالي، فمن الصعب اعتبار سلوكياتها وقاحة. لا تفهم ساكا مثلا كيف تقبل نفس الأطراف المعنية (مدير المدرسة والأساتذة) بعض السلوكيات، حتى دون أن تكون مبنية على أرضية معرفية حقيقية، حين تنتج عن ذكور القسم؛ وترفضها من ساكا ومن صديقاتها اللواتي انتقلت لهن عدوى الثورة، وإن بخجل؟
يحدث كل هذا في ثقافة مدرسية واجتماعية تندد إجمالا بالفوارق بين الجنسين في كل خطاباتها وحواراتها، لكنها في الممارسة الفعلية، تكرس تلك الطبقية بين الذكر المدلل وبين الفتاة التي لا يجب أن يعلو صوتها ولا أن تتجاوز المعايير المتفق عليها.
لنتذكر أن كل هذا يحث في السويد في الألفية الثالثة…
فيلم “تلميذة جديدة في القسم” يذكرنا عبر تفاصيله البسيطة والمشوقة، وعبر بناء درامي محبوك للشخصيات، بأن المساواة بين الجنسين ليست أمرا مكتسبا، حتى في تلك المجتمعات التي نعتبرها قد سبقتنا بسنوات ضوئية. الفيلم، الذي تبلغ مدته ساعة و18 دقيقة، يجمع بين الجانب البيداغوجي وبين المتعة الحقيقية.
“تلميذة جديدة في القسم” (Une nouvelle dans la classe) من إخراج بيتر شيلد سنة 2010، ومن بطولة جوليا سبور، جوديت ويكر وهابي جانكل.