كيف بدأ عرب الجزيرة يعبدون الأصنام قبل ظهور الإسلام؟ ولادة هبل 1\3الجزء الأول
قبل ظهور الإسلام ليصبح الديانة الأكثر حضورا عند العرب، كان هؤلاء في شبه الجزيرة العربية يراوحون عقائدهم الدينية بين اليهودية والمسيحية والدين الحنيفي الذي ينسب إلى النبي إبراهيم. لكن ذلك …
قبل ظهور الإسلام ليصبح الديانة الأكثر حضورا عند العرب، كان هؤلاء في شبه الجزيرة العربية يراوحون عقائدهم الدينية بين اليهودية والمسيحية والدين الحنيفي الذي ينسب إلى النبي إبراهيم.
لكن ذلك لم يظل إلى الأبد، ففي وقت ما ستنتقل عبادة الأصنام إلى مكة ثم ستصبح العبادة السائدة فيها، وأشهر هذه الأصنام هبل واللات والعزى ومناة. فكيف بدأ عرب الجزيرة يعبدون الأصنام؟ من نقل إليهم هذه العبادة؟ وماذا كانوا يعتقدون بخصوصها؟ وكيف واجهها الإسلام بعد ظهوره؟
كان جزء كبير من العرب قبل الإسلام يدينون بديانات متعددة، فمنهم من دان باليهودية والمسيحية ومنهم من كان على دين إبراهيم وكان يسمى حينذاك بالدين الحنيفي، وهو ما يمكن الاطلاع عليه بكثير التفاصيل من خلال كتاب نعتمده هنا، للراحلة أبكار السقاف، بعنوان “الدين في شبه الجزيرة العربية”.
ظل الأمر قائما على حاله لوقت طويل، حتى ظهر رجل اسمه عمرو بن لحي.
عمرو بن لحي هذا كان سيد قبيلة خزاعة، وحدث ذات يوم أن دخلوا في صراع مع قبيلة جرهم حول زعامة مكة، فنشب بين القبيلتين نزاع دموي كبير انتهى بغلبة خزاعة وبسط سيطرتها على مكة، وهو ما لم يستسغه الآخرون.
وبالرغم من أن مكة كانت تعد أعظم الأماكن وأقدسها بين العرب آنذاك بسبب وجود الكعبة بها، إلا أنها كانت تعاني من شح الماء، وكانت بئر زمزم الطريقة الوحيدة التي يسقون ويشربون منها. هذه الندرة في الماء كانت سبيل انتقام جرهم من خزاعة، ففكروا أن يطمروا بئر زمزم وذلك ما كان، حتى لم يعد لها أثر.
اقرأ أيضا: كيف بدأ عرب الجزيرة يعبدون الأصنام قبل ظهور الإسلام؟ أصنام وأوثان 2\3
ظلت مكة لوقت طويل دون ماء، يضطر قومها إلى الذهاب خارجها بكثير ليجلبوه. راوح الأمر مكانه حتى جاء عبد المطلب، جد الرسول محمد، فقام بحفر بئر زمزم مرة ثانية… لكن قبل ذلك، كان انعدام الماء بمكة يمثل مشكلة حقيقية يواجهها هؤلاء.
سيطرة خزاعة على مكة دامت لـ 300 سنة وقيل لـ 500 سنة، وكان سيدها كما ذكرنا عمرو بن لحي، ومن ثم عمليا هو سيد مكة، الذي لا ينازعه أحد، يأمر وينهى أنى شاء. ويروى أنه كان من أغنى الناس وأكرمهم؛ لأنه كان يستقبل الحجيج فيطعمهم ويعتني بهم.
ذات يوم، سافر عمرو بن لحي إلى الشام، فوجد عند تخومها قبيلة تسمى “العماليق”. هذه القبيلة كانت تعبد الأصنام، وهو ما لم يكن عنه عند العرب أي فكرة فيما قبل، فسألهم ابن لحي، ما هؤلاء الذين تعبدونهم؟ قالوا له: “هؤلاء يعينوننا إذا ظلمنا، يطعموننا إذا جعنا، يسقوننا الماء إذا عطشنا، وينصروننا ويقربوننا إلى الله زلفى (منزلة حسنة)”.
عجب عمرو بن لحي لهذا، فسألهم أن يعطوه صنما قائلا: “أعطونا واحدا منهم إذن، نحن أيضا بحاجة إلى من يعيننا، كما أننا بحاجة إلى الماء في مكة”. فأعطوه صنما يدعى “هبل”، وهو الصنم الذي اشتهرت عبادته في مكة بعد ذلك.
اقرأ أيضا: كيف بدأ العرب يعبدون الأصنام قبل الإسلام. حكاية بنات الله 3\3
كان “هبل” مصنوعا من العقيق الأحمر، إلا أن له يدا مكسورة، فجعل له عمرو بن لحي يدا من الذهب، وأخذه إلى مكة، وبدأ يأمر الناس بعبادته، ولعظمة قدر سيدهم بينهم، أطاعوه، ولم يلبث كثيرا حتى أدخل أصناما أخرى للجزيرة العربية وأعطى لكل قبيلة واحدا خاصا بها تتعبده.
وقد كان هبل من أعظم أصنام قريش بعد ذلك، وكان هؤلاء كلما اختصموا بينهم أو أرادوا السفر، جاءوا عنده يستشيرونه بالقداح. وهبل هذا هو الذي يروي عنه البخاري، أن صخر بن حرب (أبو سفيان) في موقعة أُحد صرخ باسمه قائلا: أعل هبل، فرد عليه الرسول: الله أعلى وأجل”.
في الجزء الثاني: ما هي الأصنام والأوثان الأخرى التي انتشرت عبادتها بين عرب الجزيرة؟
لقراءة الجزء الثاني: كيف بدأ عرب الجزيرة يعبدون الأصنام قبل ظهور الإسلام؟ أصنام وأوثان 2\3
لقراءة الجزء الثالث: كيف بدأ عرب الجزيرة يعبدون الأصنام قبل ظهور الإسلام؟ حكاية بنات الله 3\3
ماهي اسباب التي جعلت العرب يعبدون الأصنام