من مصر، بسمة يحيى، تكتب: عذرا أيها المجتمع، فثديي ليس عورة! - Marayana - مرايانا
×
×

من مصر، بسمة يحيى، تكتب: عذرا أيها المجتمع، فثديي ليس عورة!

النسوية يا صديقي الرجل هي قضية الأسوياء نفسيا؛ فمن منا لا يحب أن يدافع عن حق من أتت به للحياة الدنيا؟
من منا لا يحب أن يدافع عن حق أمه في المساواة مع الرجل؟

صوتي ليس عورة. عقلي ليس ناقصا. شعر جسدي ليس زائدا. الشيطان يكمن في عقلك أنت وليس في جسدي. جسدي ملكي. ثدي المرأة رمز للعطاء وللخصوبة والأمومة وليس عورة. وها هو ثديي عاري أمامك أيها الذكر، فاخجل من شجاعتي وتحرري وضع رأسك أسفل. دع عنك أفكارك الذكورية واحتقارك لنصف المجتمع؛ فلن أخضع ثانية لسوطك الأحمق الذي جلدني وأرهبني طوال حياتي.

لا… لم أخرج أبدا من ضلعك، بل أنت الذي خرج من مهبلي! علميا، الأنثى هي الأساس البيولوجي للحياة.  نعم، هي الأصل! أما قصة آدم وحواء، فهي مجرد قصة رمزية جاءت لنا من الزمن السحيق، من حضارات العراق قديما حينما ذكرت بملحمة جلجامش، ثم تناقلتها الأجيال.

النسوية يا صديقي الرجل هي قضية الأسوياء نفسيا؛ فمن منا لا يحب أن يدافع عن حق من أتت به للحياة الدنيا؟
من منا لا يحب أن يدافع عن حق أمه في المساواة مع الرجل؟

فيمين: هل تعرية الثدي أضافت للقضية النسوية أم أتت بنتيجة عكسية؟

تنقسم ردود الفعل حول هذا الموضوع، فمنها من فهم فلسفة حركة فيمن FEMEN، إذ، بالفعل، تغيرت قوانين ذكورية لتصبح ذات طابع نسوي بفضل نضال حركة فيمن، كما هي الحال في دول أوروبا. على الجانب الآخر، هناك من شيطن النسويات وعهّرَهُن بسبب تعرية الثدي. لكن، في هذه الحالة، الخطأ هنا قام به المجتمع الذكوري عندما وقع في مغالطة منطقية وهي “الجزء يدل على الكل”، وبالتالي، فحركة فيمن غير مسئولة عن الفهم الخاطئ.

أذكر أشهر المناضلات من النسويات اللواتي انتمين لحركة فيمن: التونسية أمينة تيلر، المصرية علياء المهدي، الأوكرانية بولين إيلييه ومارغريت ستيرن وجوزيفين.

شخصيا، أرى أن العري لا يفسد الأخلاق. دعني، عزيزي القارئ، أطرح عليك سؤالا: هل الملابس دليل أو سبب أو حتى نتيجة للأخلاق؟

بالطبع لا؛ فكم ممن يرتدون الثياب الواسعة الطويلة، نجد بينهم السارق والكاذب والأفاق؛ في حين قد نجد الشريفات المحترمات ترتدين الثوب الكاشف للمفاتن. بالتأكيد، الملابس ليست معيارا للأخلاق! بنفس المنطق، فإن فتيات حركة فيمن لسن منحرفات سلوكيا أو أخلاقيا حينما يكشفن ثديهن في المظاهرات النسوية، فهن بكل بساطة تؤمنّ بفلسفة ورسالة جريئة تودن إيصالها للمجتمع.

هناك علمانيون ضد حركة فيمن، من ضمنهم مشاهير، حيث وصفهن الملحد الشهير أحمد حرقان بأنهن مجموعة من المضطربات نفسيا؛ في حين استهجن العلماني المصري أحمد سامر وسيلة التعري مشيرا إلى أنها وسيلة متطرفة لا تخدم قضية النسوية، بل أنها أساءت للقضية شكلا وموضوعا.

ثدي عاري… من أجل المساواة

تنوعت الآراء بين مؤيد ومعارض لتعرية الثدي من أجل المساواة. لكن، اتفق معظم المستنيرين فكريا، من ضمن المعارضين لحركة فيمن، على احترام من تستخدم تلك الوسيلة والاكتفاء باعتبارها “أخطأت” في انتقاء طريقتها في الدفاع عن قضية النسوية؛ في حين أجمع كل مؤيدي الحركة على أنهن فتيات استطعن كسر النمط ويجب الفخر بهن جميعا.

لكن، أنا شخصيا لا أراها وسيلة متطرفة أبدا؛ بل هي وسيلة تتبع أسلوب “الصدمة الكهربائية” وهدفها إحداث صدمة للمجتمع الذكوري ليخجل من جرأة النسوية، فيخفض رأسه خجلا من شجاعة وتحرر تلك المرأة، ويعيد النظر في مسألة الشعور بالعار إذا كشفت امرأة ثديها. الثدي رمز للعطاء! كأنها تقول للذكوريين: هذا ثديي عارٍ، فثديي ثورة وليس عورة. وهذا صوتي عالٍ، فهو فخر وقوة وليس فتنة. وهذا شعر جسدي يجملني كثيرا، فهو ليس زائدا، بل تلك هي طبيعة الإنسان وأنا إنسان مثلك تماما! عقلي ليس ناقصا. الشيطان يكمن في عقلك أنت وليس في جسدي! جسدي ملكي!

لذلك، لكن مني كامل الاحترام والتشجيع، فمن تجرأت على كسر قيود النظام الأبوي وتحطيم أصنام المجتمع الذكوري الذي أوهمنا أن ثدينا وصوتنا عورة وعقلنا ناقص وأن الشيطان يكمن في أجسادنا، تستحق مني التشجيع لا التعهير.
فمتى تثوري أيتها المرأة العربية فتنضمي معنا لحركة فيمن النسوية لتحطمي قيود النظام الأبوي التي كبلتنا نحن النسويات عقودا فوق عقود؟

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *