رفقة الفيل والقمر… نبش في أساطير المعجزات 1/2 - Marayana - مرايانا
×
×

رفقة الفيل والقمر… نبش في أساطير المعجزات 1/2

قصة فيل أبرهة، وحكاية انشقاق القمر، حادثتان من التراث الإسلامي، رسَخَتَا في المخيال الإيماني، واتخِذتا أساسا لبناء الإيمان واليقين، لكن…
مساءلة أدلة الحكايتين، وعرضهما على مختبر العلم والتاريخ والأدلة الأركيولوجية، يبين هشاشة وضعف البناء كله، ويطرح أسئلة لا تنتهي عن التركة التراثية بِرُمَّتِها، ويكشف حجم المصائب الثاوية في بطون الكتب الصفراء.

منذ أن تميز الإنسان بوعيه عن باقي الكائنات، كان الدين والتدين هما الوسيلة الأولى للتفسير والتعليل وإرضاء الآلهة. كان وعيه يدفعه للبحث عن المعنى وفك ألغاز الوجود المنظور والمخفي، لكن لم تُسعفه حداثة فكره ولا الأدوات البسيطة التي تَمَلَّكها للتقعيد والمَنطقة والتجريد، فارتمى في أحضان الأساطير وشُغِف بصناعة الأديان، حتى وصلت الأديان البشرية اليوم لما يقارب 4300 دينٍ، كل دين يدَّعي أنه أصح الأديان وأولاها بالإتباع وأنه حاز من الأدلة والمعجزات وخوارق العادات ما يدلل على العناية الإلهية والرِّفعة الروحانية، واليقين الذي لا تساوره الشكوك، والنور الذي لا يمسه الحُلوك؛ فلا نعيم ولا خلاص إلا إذا تشَرَّبَ المؤمن تعاليم دينه، واعتبرها قدس الأقداس، وبذل لسيادتها المال والأنفاس، وعدَّ كل ما عداها من الشرائع باطلا يستوجب الطرد من الجنان، وغضب الرحمن. أدلة كل المتدينين على صحة دينهم متشابهة، ودفوعاتهم متهافتة، وحججهم لا تروي غليلا، ولا تشفي عليلا.

لكن…

ماذا لو نظر كل متدين إلى ما يعتقده يقينا نظرة شاك مرتاب، وهتك دونه الخدور والأبواب، وقلَّب الأدلة التي بنى عليها إيمانه، ليسائل زيفها وتَرَدُّدَها بين كل الملل والنِّحَل، وأنها لا تصمد أمام مناهج الباحث الرصين الذي نزع حجاب القداسة عن عينيه، وأزال لجام الخوف عن أصغريه.

وبما أن أهل كل مِلة هم أدرى بشرائعها وتاريخها، فسنحاول الخوض في كشف العتبات والأسس التي بُنيت عليها الإيمانيات في الإسلام، ليس بدافع النقض والتحقير أو استقصاد الإسلام دون غيره من الأديان، ولكن لأن المسلم أولا واثق من خرافية كل الأديان فلا داعي لإيضاح ما أغنى وضوحه عن إيضاحه وكشف عواره؛ وثانيا لأن الكثير مما يعتبره المتدين يقينا وحجة عند التدقيق فيه والبحث في ملابساته التاريخية وتعريضه لمشارط النقد والتحليل، تتكشف حقيقته المخفية تحت ستائر التقديس والتعصب. وبهذا الكشف والبيان، يمكن التخفيف من حدة الدوغمائية والتشدد، واعتبار الدين رافدا من روافد بناء المجتمعات، وليس هيمنة وفاشية وتبريرا إلهيا لإراقة الدماء ومصادرة الحقوق.

سنكتفي في هذا المقال بنموذجين اثنين من الأدلة التي تعتبر قمة الإعجاز، وأساطين اليقين التي لا يمكن زحزحتها.

● معجزة الفيل والطير والأبابيل

كل سردية دينية تحشد الكثير من الحوادث التاريخية التي رافقت صاحب الرسالة وأيدته بالمعجزات وأحاطته بالعناية من مهده إلى لحده، فميلاد الرسول أو المُلْهِم هو حدث جلل يخلخل بنية الوجود، وتحتفي به الخلائق، ويبقى مولده شامة على جبين الدهر وبَركة على مر الأيام. الأساطير الدينية في الزرادشتية تروي أن والد زرادشت جاءه شبحان فناولاه غصنا ليمزجه باللبن ويشربه هو وزوجته “دَغْدَوَيْه”، ففعل ما أمراه به الشبحان لتحمل زوجته بزرادشت، وبعد خمسة أشهر من حملها رأت في منامها كأن مخلوقات مخيفة هبطت من سحابة سوداء وانتزعت الجنين من رحمها وأرادت القضاء عليه، إلا أن شعاعا من نور هبط من السماء ومزق السحابة المظلمة وأنقد زرادشت، وسمعت أمه من وسط النور صوتا يعدها بأن هذا الطفل عندما يكبر سيصبح نبي “أهورامازدا”. كما تروي الأساطير أنه، عند ولادته، صرخ صرخة اهتزت لها أركان البيت، وأن كبير السحرة “دوران سورن” رأى في منامه أن طفلا سيولد ويقضي على عبادة الأصنام والسحر، ويطرد الكهنة، فحاول مرارا القضاء عليه، لكن في كل مرة كانت تتداركه الرحمة الإلهية وتخيب مساعي كبير السحرة.

وكذلك قبل ميلاد بوذا، توقع البراهمة قبل ميلاده باثنتي عشرة سنة، بأنه سيكون إما إمبراطورا عالميا أو حكيما عظيما.

… لم يشذ ميلاد عيسى وموسى عن القاعدة، ولم يكن مولد محمد بدعا من الموالد، وهو الذي أنار جبين أبيه قبل مولده، وأضاء خروجه من رحم أمه قصور الشام، وأطفأ نيران المجوس وصدَّع إيوان كسرى وأغاض بحيرة ساوة… يقول البوصيري في بردته:

أبان مولدُه عن طيب عنصــره # يا طيبَ مبتدأٍ منه ومختتــــمِ
يومٌ تفرَّس فيه الفرس أنهــــمُ # قد أُنْذِروا بحلول البؤْس والنقـمِ
وبات إيوان كسرى وهو منصدعٌ # كشملِ أصحاب كسرى غير ملتئـمِ
والنار خامدةُ الأنفاسِ من أسـفٍ # عليه والنهرُ ساهي العينِ من سدمِ
وساءَ ساوة أنْ غاضت بحيرتُهــا # ورُدَّ واردُها بالغيظ حين ظمــي
كأنّ بالنار ما بالماء من بــــلل # حزْناً وبالماء ما بالنار من ضَــرمِ
والجنُ تهتفُ والأنوار ساطعــةٌ # والحق يظهرُ من معنىً ومن كَلِـمِ
من بعد ما أخبر الأقوامَ كاهِنُهُمْ # بأن دينَهم المعوجَّ لم يقـــــمِ

لكن، تبقى أكبر بشارة إلهية ابتدعها مدونو السيرة بعد وفاة الرسول بما يربو عن القرن من الزمن، هي حادثة الفيل وما أدراك ما الفيل، الذي جيَّشه أبرهة الحبشي لهدم الكعبة المشرفة، زادها الله شرفا وتعظيما. فمن منا لم يستظهر في طفولته أن الرسول ولد عام الفيل، تلك الحادثة التاريخية العظيمة التي اقترنت بمولده كأكبر إرهاص من إرهاصات عظمته ونبوته، يقول تعالى في سورة الفيل :” أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (3) تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (5)”

فما الحادثة التي أشار إليها منطوق القرآن، وهل تتطابق وقائعها مع أحداث الفيل المشتهرة في كتب السيَّر؟

يروي أصحاب السير، أن أبرهة الحبشي ساءه تنجيس كنيسته التي بناها ليصرف العرب عن حج البيت الحرام، فجهز جيشا عرمرما يتقدمه فيل مدرب على خوض المعارك الحربية، وقصد مكة ليهدم الكعبة، وتستفرد كنيسته باستقطاب حجاج العرب. يقول ابن هشام في سيرته: “ثم إن أبرهة بنى القُلَّيْس بصنعاء، فبنى كنيسة لم يُر مثلها في زمانها بشيء من الأرض، ثم كتب إلى النجاشي‏‏‏:‏‏‏ إني قد بنيت لك أيها الملك كنيسة لم يُبْن مثلها لملك كان قبلك، ولست بمُنته حتى أصرف إليها حج العرب، فلما تحدثت العرب بكتاب أبرهة ذلك إلى النجاشي، غضب رجل من النَّسَأة، (الذين ينسؤون الشهور العربية حتى تظل ثابتة على مدار الفصول) أحد بني فُقيم بن عدي بن عامر.‏‏.. فخرج حتى أتى القليس، فقعد فيها‏: ‏‏‏يعني أحدث فيها- قال ابن إسحاق‏‏‏:‏‏‏ ثم خرج فلحق بأرضه، فأخبر بذلك أبرهة فقال‏‏:‏‏‏ من صنع هذا؟ فقيل له‏‏:‏‏‏ صنع هذا رجل من العرب من أهل هذا البيت الذي تحج العرب إليه بمكة لما سمع قولك‏‏‏:‏‏‏ ‏‏‏(‏‏‏أصرف إليها حج العرب)‏‏‏ غضب فجاء فقعد فيها، أي أنها ليست لذلك بأهل… فغضب عند ذلك أبرهة وحلف ليسيرن إلى البيت حتى يهدمه، ثم أمر الحبشة فتهيأت وتجهزت، ثم سار وخرج معه بالفيل، وسمعت بذلك العرب، فأعظموه وفظعوا به… فلما أصبح أبرهة تهيأ لدخول مكة، وهيأ فيله وعبأَّ جيشه، وكان اسم الفيل محمودا، وأبرهة مُجمع لهدم البيت، ثم الانصراف إلى اليمن. فلما وجهوا الفيل إلى مكة، أقبل نفيل بن حبيب الخثعمي حتى قام إلى جنب الفيل، ثم أخذه بأذنه، فقال‏‏‏:‏‏‏ ابرك محمود، أو ارجع راشدا من حيث جئت، فإنك في بلد الله الحرام، ثم أرسل أذنه، فبرك الفيل، وخرج نفيل بن حبيب يشتد حتى أصعد في الجبل، وضربوا الفيل ليقوم فأبى، فضربوا في رأسه بالطبرزين ليقوم فأبى، فأدخلوا محاجن لهم في مراقِّه فبزغوه بها ليقوم فأبى، فوجهوه راجعا إلى اليمن، فقام يهرول، ووجهوه إلى الشام ففعل مثل ذلك، ووجهوه إلى المشرق ففعل مثل ذلك، ووجهوه إلى مكة فبرك. فأرسل الله تعالى عليهم طيرا من البحر أمثال الخطاطيف والبلسان، مع كل طائر منها ثلاثة أحجار يحملها‏‏‏:‏‏‏ حجر في منقاره، وحجران في رجليه، أمثال الحمص والعدس، لا تصيب منهم أحدا إلا هلك، وليس كلهم أصابت.‏‏‏ وخرجوا هاربين يبتدرون الطريق الذي منه جاءوا، فخرجوا يتساقطون بكل طريق، ويهلكون بكل مهلك على كل منهل، وأصيب أبرهة في جسده، وخرجوا به معهم تسقط أنامله أُنمْلة أنملة… حتى قدموا به صنعاء وهو مثل فرخ الطائر، فما مات حتى انصدع صدره عن قلبه”.

هذه هي قصة الفيل باختصار، فإلى أي مدى تتوافق وقائعها مع الأحداث التاريخية والمنطق العقلي والاستراتيجيات العسكرية؟

سنحاول الإجابة عن هذا التساؤل في النقاط التالية، التي ستبين تهافت القصة وخرافيتها، وأن ما عناه القرآن شيء مختلف تماما عما دوَّنه رواة الأخبار وحشوية أهل الحديث:

يذكر المؤرخ اليوناني “بروكوبيوس القيصري”، الذي عاصر أبرهة الحبشي في القرن السادس الميلادي (500-565)، أن أبرهة خاض معظم حروبه ضد النجاشي من أجل تثبيت انفصال اليمن عن الحبشة، وانقطعت أخباره سنتين قبل وفاته سنة 555م، أي قبل ولادة النبي ب 15 سنة، كما ذكر أن أبرهة تحالف مع البيزنطيين، مستغلا وحدة الرابطة الدينية المسيحية، من أجل محاصرة الفرس وإضعافهم اقتصاديا، لكنه عدل عن حربهم مخافة إنهاك جنوده في مفاوز الصحراء العربية. كان الاتفاق مع البيزنطيين يقضي بمحاصرة الإمبراطورية الفارسية وإخضاع القبائل الموالية لبلاد فارس، وتحويل طريق الحرير من بلاد فارس ليمر عبر البحر الأحمر، لكن أبرهة ضحى بكل هذه الامتيازات، خشية إنهاك جنوده في حرب غير مضمونة العواقب.

فكيف لقائد ذو رؤية عسكرية متمرسة أن يغامر بغزو الجزيرة العربية لهدم كعبةٍ وحفنة أصنام كانت مثيلاتها منتشرة بالعشرات في جزيرة العرب!! من كتاب “تاريخ الحروب الفارسية” لبروكوبيوس القيصري.

الدليل الأركيولوجي يفند تماما قصة الفيل كما ترويها العقلية الأسطورية للمحدثين، ويتوافق مع المعطيات التاريخية التي أدلى بها المؤرخ اليوناني “بروكوبيوس”، فقد اكتشفت بعثة “كونزاك ريكمانز”، في منتصف القرن العشرين، نقشا بالجنوب السعودي على الحدود مع اليمن مدونا على صخرة قرب بئر مريغان بخط المسند، يؤرخ لحملة أبرهة على اليمن، يعود تاريخه لسنة 632م، وقد وُسِم فيما بعد برقم (Ryckmahs,506) أو (ريكمنس 506) كرقم استدلالي عالمي. وفيما يلي الترجمة للنقش من خط المسند للغة العربية:

“بقوة الرحمن ومسيحه الملك أبرهة زيبمان ملك سبأ وذو ريدان وحضرموت ويمنات (اليمن) وقبائلهم في الجبال والسواحل، سطر هذا النقش عندما غزا قبيلة معد في غزوة الربيع في شهر ذو الثابة (أبريل) عندما ثاروا كل قبائل بنى عامر وعين الملك (القائد) أبي جبر مع (قبيلة) على (القائد) بشر بن حصن مع (قبيلة) سعد (وقبيلة) مراد وحضروا أمام الجيش ضد بني عامر (وجهت) كندة وعلى في وادي ذو مرخ ومراد وسعد في وادي على طريق تربن و ذبحوا وأسروا وغنموا بوفرة وحارب الملك في حلبن (حلبان) واقترب كظل معد وأخذ أسرى، وبعد ذلك فوضوا قبيلة معد عمروا بن المنذر في الصلح فضمنهم ابنه عن أبرهة فعينه حاكماً على معد ورجع أبرهة من حلبن (حلبان) بقوة الرحمن في شهر ذو علان في السنة الثانية والستين وستمائة”.

وقد شكل هذا الاكتشاف صدمة في الأوساط الإسلامية آنذاك، لأن حملة أبرهة على الجنوب السعودي لم تتوغل في اتجاه مكة، كما أنها رجعت مظفرة منتصرة بعدما أخضعت القبائل الموالية للإمبراطورية الفارسية. ولإزالة الشكوك والشبهات، ابتعثت جامعة الملك عبد العزيز بعثة لترقيع الموضوع وطمس معالم الاكتشاف، فكانت خلاصة نتائجها أن ما تم تدوينه على الحجر من حرب أبرهة على القبائل اليمنية، قد سبق عام الفيل بحوالي 23 سنة، والنقش لا يشير من قريب ولا بعيد إلى واقعة عام الفيل. ومن وقتها تم منع حملات التنقيب في كل أراضي السعودية، مخافة فضح الكثير من الروايات الدينية، وحفاظا على إيمان المؤمنين من الشك والارتياب. ولم تُستأنف عمليات البحث ودراسة الآثار بشكل رسمي إلا في السنوات الأخيرة مع انطلاق رؤية ولي العهد بن سلمان 2030 وتأسيس هيئة التراث في فبراير 2020.

الفيل حيوان ضخم لا يستطيع العيش في اليمن ذات المناخ الصحراوي، كما أنه يحتاج يوميا لكميات كبيرة من الطعام والماء تقدر بحوالي 200 لتر من الماء و300 كيلوغرام من الطعام، فإذا قمنا بحسبة بسيطة للمدة التي سيقطع فيها 1100 كلم، من صنعاء إلى مكة، فسيحتاج إلى 4500 كيلوغرام من الأعشاب، و3000 لتر من المياه، وهو ما يستحيل استحالة مطلقة توفيره في بيئة صحراوية نادرة الكلأ والموارد المائية، وهذا لوحده كاف لإفقاد الحملة العسكرية أي قيمة استراتيجية باصطحابها فيلا إفريقيا سيكون عبئا أكثر منه آلة حربية فعالة. ثم… كيف سيخطر على بال قائد عسكري محنك كأبرهة، أن يصطحب معه فيلا في حالة ما فكر في هدم الكعبة، وتخريبُها لا يتطلب إلا بضعة رجال أشداء، فقد خربتها السيول وهدمها الحجاج بن يوسف الثقفي وعبد الملك بن مروان والقرامطة ولم يحتاجوا لفيلة مدربة. لكنه التضخيم والتهويل، خاصة إذا علمنا أن بعض الآثار تذكر أن أبرهة اصطحب معه ثمانية أفيال. تضخيمٌ وتطبيل يُرجى من ورائه إضفاء هالة من العظمة على الحدث، حتى وإن كانت كل المعطيات على خلاف ذلك. يذكر الروائي حسن أوريد في روايته “رُواء مكة” بهذا الصدد، أنه صُدم وهو يعاين المكان الذي دارت فيه معركة أحد، ساحة لا تتعدى ملعب كرة قدم تتنافر مع كل الأوصاف الملحمية للمعركة في كتب المغازي.

في الجزء الثاني نتابع: رفقة الفيل والقمر… صناعة المعجزات 2/2

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *