هل تعرف أن إيران ليست بمهد للتشيع وأنها كانت تعتنق يوما ما المذهب السني؟ 2/1 - Marayana - مرايانا
×
×

هل تعرف أن إيران ليست بمهد للتشيع وأنها كانت تعتنق يوما ما المذهب السني؟ 2/1هكذا تحولت إيران من دولة سنية إلى دولة شيعية

إلى حدود القرن العاشر الهجري، كانت إيران، عكس أيامنا هذه تماما. كانت ذات أغلبية سنية مع وجود أقلية شيعية، تنحصر أساسا في مدن قم وقاشان ونيسابور. هذه الدولة التي اعتنقت، …

إلى حدود القرن العاشر الهجري، كانت إيران، عكس أيامنا هذه تماما. كانت ذات أغلبية سنية مع وجود أقلية شيعية، تنحصر أساسا في مدن قم وقاشان ونيسابور.

هذه الدولة التي اعتنقت، على غرار كثير مما جاورها من الدول، عقيدة السنة والجماعة، قدمت قبل هذا التاريخ عددا من العلماء والفقهاء والمفسرين والمحدثين، حتى قيل إن السواد الأعظم من علماء السنة، كانوا فرسا!

نعم فهناك روايات كثيرة تقول إن… أبو حنيفة فارسي، ومالك بن أنس فارسي، والبخاري فارسي، والنسائي فارسي، والترمذي فارسي، ومسلم فارسي، وابن ماجة فارسي، والغزالي فارسي، وأبو إسحاق الشيرازي فارسي، وسيبويه فارسي، والثعلبي فارسي… واللائحة تطول جدا.

اقرأ أيضا: “هل يسطو خامنئي على شيعة العراق؟ ولاية الفقيه أم الدولة المدنية؟”

ثم، في يوم ما، رويدا رويدا، أخذت إيران تصبح مركز صراع ضد السنة، حتى تحولت اليوم إلى المركز الرئيسي للشيعة في العالم، بل ويعاني فيها السنة من اضطهادات كبيرة وفق بعض التقارير الدولية، تماما كما يعاني الشيعة من ذلك في بلدان كثيرة ذات أغلبية سنية.

قصة التحول

تؤكد بعض الكتابات التاريخية أن الشاه اسماعيل الصفوي، بوصوله إلى الحكم عام 907 للهجرة، 1502 للميلاد، أجبر أهل السنة على التشيع، كما أشاع المذهب الشيعي بإيران، كنوع من رد الفعل على طغيان السنة الذين تمثلهم الدولة العثمانية.

الشاه اسماعيل هذا، غزا على مدى سنتين، تبريز وأذربيجان وأرمينيا، ثم عزز، طيلة عقد من الزمن، سطوته على إيران؛ حيث كان الفارسيون سُنة، من خلال انتشار جيوشه وسط إيران وجنوب غربها، ثم خراسان الكبرى وهرات. هكذا، ومع حلول عام 1510، كان قد أحكم قبضته على الدولة.

مع ترسخ المذهب الشيعي في نفوس الفرس طيلة أزيد من قرنين، كان أغلبهم بنهاية الدولة الصفوية، عام 1722، قد آمن به مذهبا ولم يغيره؛ فظل الأمر بذلك على حاله، واستمرت إيران في مذهبها الإسلامي الجديد.

الفكرة كانت تأسيس ما يسمى بالدولة الصفوية، على عمادين. الأول، المذهب الشيعي؛ والثاني، العرق الفارسي. لكن الأول كان الأكثر أهمية، على اعتبار حقد سلالة اسماعيل الأول على أهل السنة، منذ سقوط الدولة الفاطمية في مصر عام 1171 للميلاد… الدولة التي كانت شيعية.

الهدف إذن كان القضاء على الاعتقاد بالمذهب السني. هكذا، وجد الفرس أنفسهم، بعد إحكام القبضة عليهم من طرف الشاه، أمام خيارين، أحلاهما مر… اعتناق المذهب الشيعي أو الموت!

اقرأ أيضا: “تساؤلات جديدة حول اجتماع السقيفة”

لم يكن ذلك في الواقع بحد السيف فحسب، إنما رافقه عمل كبير على المستوى الديني والاجتماعي والمؤسساتي. فأول ما قام به الشاه، إحداث مكتب يشرف على المؤسسات الدينية، لتعكس وتكرس تحول إيران إلى المذهب الشيعي.

مما ذكرت بعض المصادر أيضا، أن الشاه أمر بتدمير مساجد السنة، وأجبر خطباءهم على شتم الخلفاء الراشدين، الثلاثة الأوائل، واعتبارهم مغتصبين لحق علي بن أبي طالب في الخلافة، وسلب ممتلكاتهم، ودنس مقابرهم، كما أحل دم العنيدين منهم، والكثير من التاريخ في هذا الباب… ملون بالأحمر.

تأسست الدولة الصفوية على عمادين، هما المذهب الشيعي والعرق الفارسي. وقد كان الأول الأكثر أهمية، لحقد سلالة اسماعيل الأول على أهل السنة، منذ سقوط الدولة الفاطمية (الشيعية) في مصر عام 1171 للميلاد.

مع ترسخ المذهب الشيعي في نفوس الفرس طيلة أزيد من قرنين، كان أغلبهم بنهاية الدولة الصفوية، عام 1722، قد آمن به مذهبا ولم يغيره؛ فظل الأمر بذلك على حاله، واستمرت إيران في مذهبها الإسلامي الجديد.

أما بخصوص القول بأن التشيع فارسي الأصل، فكتابات أخرى تؤكد أن الفرس كانوا أعداء للعرب ومعارضين طيلة حكم الخلفاء والأمويين والعباسيين. هكذا، ولمحاصرة التشيع، أخذ العرب ينسبونه إلى الفرس، لما تكرس عنهم في أذهان السنة من كره.

اقرأ أيضا: “هذه حكايات 9 من أشهر الاغتيالات السياسية في صدر الإسلام.. 3/2”

يقول مرتضى مطهري، وهو شيخ شيعي، إن ذلك يحتمل جانبا من الصواب، وربما كل الجوانب، ذلك أن أكثر علماء المسلمين الإيرانيين، من السنة لا الشيعة، وظلوا كذلك طيلة ما قبل الدولة الصفوية.

يتعرض السّنة اليوم في إيران لاضطهاد بالغ وفق بعض التقارير الدولية، كما يعانون من التمييز والإقصاء على مستويات عدة، بعضها يقره الدستور الإيراني حتى… بعض من تفاصيل ذلك، تقرؤونها في الجزء الثاني من هذا الملف.

لقراءة الجزء الثاني: إيران اليوم: دولة شيعية تضطهد السّنة وتنتهك حقوقهم المدنية والسياسية 2/2

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *