لغز الأحلام… بين تصورات القدماء واعتقاد المسلمين ونظريات العلماء ! 2/1 - Marayana - مرايانا
×
×

لغز الأحلام… بين تصورات القدماء واعتقاد المسلمين ونظريات العلماء ! 2/1

أنت تنام… إذن أنت حالم لا محالة! هذه طبيعة بشرية، وربما لغز من ألغازها… منذ وجود الإنسان، منذ نومه الأول، وهو يحاول سبر أغوار هذا اللغز. على مدى تاريخ وجوده، …

أنت تنام… إذن أنت حالم لا محالة! هذه طبيعة بشرية، وربما لغز من ألغازها… منذ وجود الإنسان، منذ نومه الأول، وهو يحاول سبر أغوار هذا اللغز. على مدى تاريخ وجوده، فسر الأمر أحيانا بسجيته البسيطة، وأحيانا أخرى بالدين، ثم كان للعلم بعد ذلك رأي أدلى به في الموضوع، لكن دون نتيجة حاسمة.

في هذا الملف، نخوض في بعض ما حاول به الإنسان فك لغز ما يراه نائما، وذلك بالاعتماد على كتاب عالم الاجتماع العراقي علي الوردي: “الأحلام بين العلم والعقيدة”.

لدى القدماء… امتداد للواقع وإنباء بالغيب!

تميز الإنسان البدائي بسذاجة تفكيره، فلا غرو إذن أن نجده يفسر الظواهر التي يواجهها في حياته بفهمه البسيط لها. ثم مع مرور الزمن، بدأ يعتقد أن للأحلام وظيفة أساسية، هي الكشف عن الغيب.

اقرأ أيضا: “#ألف_حكاية_وحكاية: مختطفة تنجداد 2\1”

الإنسان البدائي لم يكن يفرق بين ما يأتيه في اليقظة وما يحلم به. لذلك، لا غرابة، مثلا، أنه إذا رأى في منامه شخصا يعتدي عليه، ذهب إليه صباحا لينتقم منه.

أول من ألف كتابا مختصا بدراسة الأحلام كان أرطميدورس، في عهد الإغريق، وقسم هذه الأخيرة إلى صريح ينبئ عن الغيب مباشرة، ورمزي مقنع.

ومع أنه في وقت لاحق، أخذ الإنسان يتمدن قليلا، إلا أنه استمر في تقديسه للأحلام؛ فقد كان للبابليين إله خاص بالأحلام اسمه “ماخر”، وللمصريين القدامى إله آخر للأحلام اسمه “بس”.

اقرأ أيضا: “صالون التجميل عند الشعوب الأولى.. هكذا بدأ الإنسان يهتم بجماله!”

في القرآن، تطالعنا قصة النبي يوسف بما استطاع بلوغه في سلم الدولة من خلال براعته في تعبير الرؤيا. نفس الأمر نجده لدى الإغريق، الذين اتخذوا معبدا للنوم حتى ينبئهم بأخبار الغيب، ويوجهوا سياسات حكمهم من خلالها… مثل هذه الأفكار نجدها لدى الرومان أيضا، فرؤيا أحد العامة بمقدورها توجيه مجلس الأعيان.

أول من ألف كتابا مختصا بدراسة الأحلام كان أرطميدورس، في عهد الإغريق، وقسم هذه الأخيرة إلى صريح ينبئ عن الغيب مباشرة، ورمزي مقنع. اعتقد الكاتب أن الأحلام تجد انعكاسها في شخصية الحالم وظروف عيشه وعادات مجتمعه.

بالمقابل، تميز الفيلسوف أرسطو بين القدماء بدراسته الأحلام دراسة موضوعية، إذ جردها من أي تدخل للآلهة. فهو أول القائلين بتأثير الميول والعواطف في تشكيل الأحلام؛ أي أنه سيحدث كثيرا أن يرى الإنسان أمورا شغلت تفكيره أثناء يقظته.

اقرأ أيضا: “هذه بعض النصائح لتجاوز خمولك الصباحي”

في الجزء الثاني… كيف فسر المسلمون لغز الأحلام؟ وما قول العلم بشأن هذا اللغز؟

لقراءة الجزء الثاني: لغز الأحلام بين النظريات العلمية واجتهاد فقهاء الإسلام 2\2

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *