#ألف_حكاية_وحكاية: أعزب الرباط - Marayana - مرايانا
×
×

#ألف_حكاية_وحكاية: أعزب الرباط

كان وسيما وكان يعرف ذلك جيدا. شاب في الخامسة العشرين من عمره، يحضر دكتوراه في القانون الخاص بجامعة محمد الخامس بالرباط. كان يسكن شقة خاله بحي حسان الراقي. خاله وال …

كان وسيما وكان يعرف ذلك جيدا. شاب في الخامسة العشرين من عمره، يحضر دكتوراه في القانون الخاص بجامعة محمد الخامس بالرباط.

كان يسكن شقة خاله بحي حسان الراقي. خاله وال لأحد أقاليم المملكة. كان يعرف أنه سيجد عملا ولن يحتاج لاعتصام أمام مقر البرلمان.

تعرفت عليه من خلال ماريا: شابة من الخميسات كانت ابنة مفتش كبير في التربية والتعليم. أمها كانت معلمة وكانت تحقد على ماريا حقدا غريبا. ماريا كانت تقول إنها الغيرة. أمها تغار من جمال ماريا ومن قربها الكبير من أبيها. حين تحكي ماريا عن أبيها، يخيل إلي أنها تتحدث عن عشيق.

اقرأ أيضا: #ألف_حكاية_وحكاية: حليمة، لولو والآخرون

المهم، ماريا كانت من وقت لآخر تخرج مع شمس الدين: أعزب الرباط. كانت ضمن فتيات كثيرات يسهر وينام معهن. كانت قوانينه واضحة: لا غيرة ولا إخلاص… حياة من متع عابرة.

ماريا أكدت له أنها فهمت تلك القوانين، لكنها في أعماقها كانت تبحث عن وسيلة لتجعله يجعل منها عشيقته الوحيدة، الأخيرة، وربما… زوجة في المستقبل.

جربت كل شيء معه: الجنس، الكحول… هيأت له أطباقا مغربية وعالمية. رتبت له البيت ووضعت زهورا في الأصص. شكرها وقال لها إنه لا يحتاج إلى ربة بيت. هناك الخادمة التي تتكفل بتلك الأشياء. شرح لها أنه يريد الحرية ويريد إشباع رغباته وأن التعدد في العشيقات قيمة من قيمه التي لن يتخلى عنها. أخبرها بوضوح كاف أنه لا ينوي الزواج أبدا.

اقرأ أيضا: #ألف_حكاية_وحكاية: كعب عالي

ماريا كانت تعود إلى الحي الجامعي وتحكي عن مغامراتها الليلية في الحانات والمطاعم والمراقص. كانت تشعر بالغيرة حين يسلم على الفتيات. يتبادل معهن القبل على الخدود. تسأله كلما سلم على إحداهن: “نمت معها… أليس كذلك؟”.

أخبرها أنها تتعب نفسها في السؤال، فهو نام مع نصف بنات العاصمة. كانت الفتيات يتحلقن حوله، فهو أعزب الرباط الشهير وكل بنات العاصمة يسعين إلى فراشه والإرتباط به.

ظلت ماريا على علاقة معه لأربع سنوات. منت نفسها بارتباط شرعي بشمس الدين المجيد. أنهى هو أطروحته وعين بكلية الحقوق بالرباط.

انقطعت علاقة ماريا به، إلى أن وصلها خبر ارتباطه بابنة صانعة النظارات المعروفة بحي أكدال. كان زواج مصلحة بين عائلتين قويتين.

فهمت ماريا أنه لم يكن ممكنا أن تصير زوجة شمس الدين… وأن العائلات الغنية تتزوج فيما بينها. عادت إلى الخميسات؛ وهناك، تزوجت من معلم اختارته لها أمها.

اقرأ أيضا: #ألف_حكاية_وحكاية: ماما حداد… لغات وأطفال وعزوبية

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *