مريم أبوري تكتب: انفلات مغتصب… - Marayana - مرايانا
×
×

مريم أبوري تكتب: انفلات مغتصب…

الطفلة بذعر: ماما لقد أطلق سراح الذئب. الأم بعيون دامعة: لا تخافي بنيتي أنا معك. الطفلة: ماما كيف ستحميني اليوم، وأنت لم تستطيعي حمايتي بالأمس. الأم بصوت خنقه الغضب: تعالي إلى حضني بنيتي …

مريم أبوري

الطفلة بذعر:

ماما لقد أطلق سراح الذئب.

الأم بعيون دامعة:

لا تخافي بنيتي أنا معك.

الطفلة:

ماما كيف ستحميني اليوم، وأنت لم تستطيعي حمايتي بالأمس.

الأم بصوت خنقه الغضب:

تعالي إلى حضني بنيتي ولا تخافي.

الطفلة وشهقات الخوف ترفع وتخفض صدرها الصغير:

ماما لا أستطيع الحركة…

شلت رجلاي…

شل جسدي.

الأم تكثم صرختها في جوف قلبها :

ها أنا جئتك والتصقت بك.

الطفلة متوسلة :

ماما ارفعيني…

ضميني بقوة …

إني خائفة…

إن الذئب يحوم حولي وحول باقي الصغار…

الأم تنتحب قلة الحيلة:

أضمك صغيرتي ولن أتركه يقترب منك…

الطفلة بدموع خيبة من اليقين:

ماما قد يفترسك قبل أن ينقض علي وينهش طفولتي…

الأم بحسرة العض على كرامتهما:

رجاء صغيرتي…

الطفلة بصوت منكسر:

ماما رجاء لا تناديني صغيرتي… لقد كبرت قرنا يوم قتلت مخالب الذئب طفولتي…

الأم بصرخة الضعيف يطلب القوة :

بل صغيرتي وستظلين صغيرتي…

سأنظف جروح روحك وجسدك الصغيرين…

سأعتني بك إلى أن تلتئم كسور عظام روحك…

الطفلة تحت هلوسات ارتفاع حرارة الذعر:

ماما خبئيني…

إنه آت…

يقترب مني،

يشم جسدي بأنفه الكريه…

ماما …

ماما…

ينهشني…

يفترسني…

ماما …

أبعدي الذئب عني …

ماما…

لا تتركيه فوقي …

يخنقني،

يخمد أنفاسي …

ماما …

أبعدي الوحش عني…

ماما  ..

أبعدييييييه ..

م م م

ا ا ا

م م م

ا ا ا

ماما…

نال مني ولم تحمني …

الأم بصوت ذعر حنون :

صغيرتي ..

أنا معك..

صغيرتي…

لن ينال منك مرة أخرى ..

الطفلة بصوت  منهك :

ماما …إن الذئب سيرجع  ..

ماما… لماذا أخرجوه من القفص …

الأم باكية :

لا أدري بنيتي .. فالذئاب لها أنياب حادة، ومخالب مفترسة… من يدري، قد تكون هي من كسرت القضبان الحديدية..

الطفلة منتحبة:

ماما …

رجاء قولي لهم أن يرجعوه إلى القفص قبل أن يعيد نهش جسدي و أجساد صغار آخرين…

الأم مكسورة: سَلمت لي روحك حبيبتي ..

الطفلة: لقد قتل روحي… ولم يبق لي إلا جسد ينهشه كلما وجدني بدون حماية…

الأم تصرخ بصمت ………….

ربي، ربي… ربي

كيف لذئاب تنهش أرواحا بريئة، ولا يوجد قناص بارع ليوقف وحشيتها ….

ربي …

مالي وما لصغيرتي إلا عدالتك السمائية، في انتظار عدالة أرضية تنصف صغيرتي….وروح صغيرتي ..

ربي…

قالوا حماية طفل مقدسة ..

فكيف يتركون ذئبا نهشها، يتمختر حرا طليقا..

مبتسما ابتسامة تكشر عن أنياب تسيل منها دماء أرواح صغيرة بريئة…

كيف يترك حرا يستعد للانقضاض وافتراس طفولة مغتصبة؟؟

ربي …

أصبحت البيدوفيليا تقدم لها الحرية هدية على جرائمها …

حضنت الأم الطفلة بقوة وانخرطتا في بكاء مرير صامت، لأن البكاء بصوت مرتفع لم يسمعه أحد …

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *