#ألف_حكاية_وحكاية: مجوهرات حكيمة وواجب الزوجية - Marayana - مرايانا
×
×

#ألف_حكاية_وحكاية: مجوهرات حكيمة وواجب الزوجية

كانت حكيمة جارتي في الصويرة فخورة بمجوهراتها. كانت تملك منها الكثير. تفتخر أن زوجها المهندس من اشتراها لها. تحكي أنها لا تمارس معه الجنس إلا بعد أن يعد بهدية، وهذه …

كانت حكيمة جارتي في الصويرة فخورة بمجوهراتها. كانت تملك منها الكثير. تفتخر أن زوجها المهندس من اشتراها لها. تحكي أنها لا تمارس معه الجنس إلا بعد أن يعد بهدية، وهذه الهدية تكون دائما عبارة عن مجوهرات.

وهي تحكي ذلك، كنت أفكر أنها تمارس عهارة من نوع خاص: دعارة المتزوجات. لم تكن تحب أمور الجنس مع زوجها، لكنها تنام معه من أجل المجوهرات. تساءلت دائما ما الفرق بينها وبين عاهرة تقف على الرصيف وتنام من أجل المال. لم أكن أصرح بما أفكر فيه. أهنّئها على مقتنياتها التي ترشح بعرقها وأنصرف.

قلت لها إنني فخورة بها، وأوصيتها أن لا تصدق فقيها يقول لها إنها محسودة.

كانت تخاف على مجوهراتها خوفها على أبنائها الثلاثة. ذات ظهيرة من رمضان، انفجرت في الحي صرخة ألم. ذهبت إلى النافذة. هناك، سمعت الغالية الطنجاوية تقول إن حكيمة أغمي عليها.

أتى الإسعاف وحملها إلى المستشفى. استفسرت من زوجها وحدثني عن مصابها الجلل: سرقوا مجوهراتها، والأمر حدث على الشكل التالي، حسب حكاية زوجها:

اقرأ أيضا: #ألف_حكاية_وحكاية: فضيلة من نوع خاص… لأخ من نوع خاص جدا (قصة واقعية)

“صبيحة اليوم، خرجت حكيمة من البيت وهي تلبس معظم مجوهراتها على عكس سلوكها في رمضان. لكن، يبدو أنها كانت تريد أن تمر بشفيقة، عدوتها اللذوذة، ومنافستها في اقتناء المجوهرات.

كان الدرب خاليا، إذ كانت هناك مباراة في كرة القدم. التقت رجلا يلبس جلبابا ويضع عمامة. كلمها وسألها عن شارع نواكشوط. توقفت وأجابته.

بعد خروجها من المستشفى، كان زوجها قد رحل. رحل من بيت لم يكن فيه غير بطاقة بنكية.

قال لها إنه فقيه وجاء يبحث عن بيت مريضة تستعين به. قال لحكيمة إنها مصابة بالعين والحسد لجمالها ومالها. اقترح عليها أن يرقي مجوهراتها التي تثير عيون الحساد. أخذ مجوهراتها ليقرأ عليها الرقية. طلب منها أن تغمض عينيها. أخذ الدمالج والعقود والأقراط. قرأ آيات قرانية وبعضا من التعاويذ. مد إليها ورق جرائد مدور تماما على هيئة الدمالج. قال لها أن تعود مباشرة إلى البيت، أن لا تفتح الورق قبل صلاة العصر. أنذرها من مغبة فتحه قبل ذلك الأجل.

اقرأ أيضا: أسماء بن العربي تكتب: في الرقية الشرعية: طوبى للذين لا يَسْتَرقون

عادت إلى البيت. وضعت الورق وبدأت تنظر إليه. خافت من عدم تطبيق أمر الفقيه. إنه فقيه وهو أعلم بالمواقيت. أعدت الإفطار وأخذت ورق الجرائد الذي به المجوهرات. فتحته رغم الخوف ووجدت قطعا معدنية مدورة على شكل دمالج. لا شيء غير تلك القطع.

لم تكن تحب أمور الجنس مع زوجها، لكنها تنام معه من أجل المجوهرات

ضاعت المجوهرات بسبب تهورها وعدم احترامها للوقت. أصيبت بانهيار عصبي وهي الآن في المستشفى، تحاسب نفسها على تسرعها وتهورها.

سيضيع عقلها… المجوهرات كانت كل حياتها. لقد فقدت أعز ما لديها وسيكون علي أن أشتري لها من جديد. لا أعرف إن كانت تحبني أم تحب قطع الذهب والماس”.

اقرأ أيضا: #ألف_حكاية_وحكاية: الشيخ “لـ” والحريم: دعارة حلال؟

بعد خروجها من المستشفى، كان زوجها قد رحل. رحل من بيت لم يكن فيه غير بطاقة بنكية.

شفيت حكيمة من ولع المجوهرات. خرجت للعمل كمديرة لروض أطفال أسسته بنفسها. آخر مرة رأيتها، كانت تضع حلقا ذهبيا بسيطا. قالت بفخر:

– أنظري… اشتريته من أول مدخول لي من الروض. أنا فخورة بذلك. لم أعد مضطرة للنوم مع زوج لا أحبه لأكسب ذهبا. أملك نفسي وجسدي الآن.

قلت لها إنني فخورة بها، وأوصيتها أن لا تصدق فقيها يقول لها إنها محسودة.

 

*حنان الدرقاوي كاتبة مغربية

#ألف_حكاية_وحكاية

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *